[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

ناشطون يهربون الأوكسجين إلى تعز المحاصرة

أضطر عدد من الشباب اليمنيين إلى تهريب أنابيب الأوكسجين لنقلها إلى داخل مدينة تعز الأكثر فقراً وكثافة سكانية في اليمن، والمحاصرة من قبل مليشيا جماعة الحوثي والرئيس السابق صالح منذ مارس/آذار الماضي، والتي تمنع دخول أنابيب الأوكسجين أو أي مساعدات إنسانية وطبية للمستشفيات المتواجدة في المدينة، لتسجل يوم أمس أول حالة وفاة لمريض بسبب نقص غاز الأوكسجين في المستشفيات.

وقال عبد الله الدبعي بأنه شاهد عدداً من الشباب في بعض مداخل المدينة يحملون أنابيب الأوكسجين الثقيلة على أكتافهم متوجهين إلى داخل المدينة، مشيراً إلى أنهم يتخذون طرقات وعرة وجبلية مستحدثة، كي لا يصطدموا بنقاط التفتيش التابعة لجماعة الحوثي المحاصرة للمدينة من مداخلها المعروفة. وأضاف الدبعي ل "العربي الجديد" بأن "الحوثيين اختطفوا عدداً من المواطنين الذين يقومون بإدخال بعض الأدوية والمستلزمات الصحية إلى داخل المدينة".

وفي السياق، ناشد مدير مستشفى تعز الميداني الدكتور صادق الشجاع، وزارة الصحة والسكان والمنظمات الدولية بسرعة تزويد مستشفيات المدينة بالأوكسجين، محذراً من الاستمرار في هذا الحصار الطويل ضد المدنيين الذي قد يؤدي إلى وفاة المرضى.

وقال الشجاع بأن مستشفيات تعز أرسلت "مناشدة لوزارة الصحة والسكان في صنعاء والمنظمات الدولية العاملة في المجال الصحي بهدف الضغط لرفع الحصار لكن حتى الآن ليس هناك أي تجاوب".

وأكد الشجاع بأن مستشفى الروضة بالمدينة تحتاج إلى 15 أسطوانة أوكسجين في اليوم الواحد، بينما يحتاج مستشفى الثورة الحكومي والأكبر في المدينة إلى 45 أسطوانة بشكل يومي، ومثلهم بقية المستشفيات المحاصرة. ولفت إلى أنهم يعملون على إدخال ما يمكن من الأوكسجين إلى المدينة عبر التهريب بظروف صعبة. يضيف: "تم سجن متعهد الأوكسجين الخاص بمستشفى الروضة أكثر من مرة في مدينة الصالح بتعز من قبل الحوثيين بعدما حاول إدخال الأوكسجين إلى المحافظة"، حيث يتهمونه بأنه يدخل الأوكسجين "للدواعش والقتلة" بحسب وصفهم.

وأوضح الشجاع بأن حصار الحوثيين لمستشفيات تعز، يعد انتهاكاً صارخاً لقوانين جنيف التي تجرم حصار المستشفيات واستهدافها خصوصاً أثناء الحروب.

وقالت مصادر خاصة بأن جماعة الحوثي رفضت أخيرا إدخال كميات كبيرة من الأدوية والمساعدات الطبية تتضمن أسطوانات أوكسجين ومستلزمات طبية أخرى مقدمة من منظمة الصحة العالمية، بالرغم من أن هذه المساعدات توجهت إلى تعز بالتنسيق مع رئيس ما تسمى باللجنة الثورية العليا التابعة للقيادي الحوثي محمد علي الحوثي.

وكانت هيئة مستشفى الثورة العام وسط المدينة قد تعرضت لقصف عنيف بالقذائف الصاروخية من قبل مليشيا الحوثي وصالح ليل الأحد الماضي.

وبحسب بلاغ صحافي من مكتب رئيس هيئة المستشفى، فإن نحو 13 قذيفة استهدفت بها المستشفى بالإضافة إلى إطلاق الرصاص، مشيراً إلى أن "القذائف سقطت على محيط أقسام مختلفة في المستشفى، بما في ذلك قسم العناية المركزة الذي ترقد فيه 10 حالات حرجة"، الأمر الذي نتج عنه إصابات بين الكادر الطبي العامل.

وتسببت الحرب في خروج 16 من أصل 20 مستشفى حكوميا وخاصا عن الخدمة، نتيجة انعدام المواد الطبية والمشتقات النفطية والانقطاع التام للتيار الكهربائي منذ بداية المعارك في آوخر مارس/آذار الماضي.

زر الذهاب إلى الأعلى