[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

سوريا في الإعلام اليمني!

الشعب السوري شعب شقيق يتعرض هذه الأيام لمآسي بلا حدود ، مدن وقرى سورية تحولت إلى مقابر للأطفال والشباب والشيوخ ذكوراً وإناث ، سوريا اليوم تتعاظم خسائرها البشرية كل يوم ، ومع كل ذلك تتباين وسائل الإعلام اليمنية في طرح هذه القضية ، ويمكن إيجاز الخطاب الإعلامي اليمني في ثلاثة نماذج:

النموذج الأول / وتمثله وسائل الإعلام الموالية للسلطة السابقة ، وعندالإستماع إلى تلك الوسائل ترى أخباراً تناقض الواقع الذي تعكسه مختلف وسائل الإعلام العالمية ، ويأتي الخبر مثلاً الحياة تعود إلى طبيعتها في دمشق والقوات النظامية تقضي على مجموعات من المسلحين ، والمواطن الدمشقي يعود لممارسة حياته الطبيعية (طبعاً لايتم التطرق إلى الأحداث في بقية المناطق السورية) وهم بذلك يسيرون على خطى الأخ/ عبده الجندي عندما كانت تعز تقصف والدماء تنزف وهو يقول قولته المشهور تعز تنعم بالهدوء، عجيب أين الحد الأدنى من صدق الرسالة الإعلامية ، ولمصلحة من يتم التغاضي عن مجازر بشعة ترتكب بغض النظر عن الفاعل ، فيمكن للإعلام طرحها دون الإشارة إلى الإتهامات المتبادلة بين الحكومة والجيش السوري الحر أو يمكن تذييل الخبر برواية كلا الطرفين ، أما تجاهل الحدث وأن سوريا تنعم بالهدوء فذلك يجافي الحقيقة وعلى من يقدمون هذه الرسالة الإعلامية أن يعلمون أننا في عالم مفتوح والمشاهد يستطيع بضربة زر التجول في مئات القنوات العالمية.

النموذج الثاني/ الإعلام الموالي للثورة الشبابية ، وهذا ينقل في الغالب أخبار الجيش السوري الحر وغالباً لا يعرج على الرواية الرسمية لنظام الأسد أو يحللها.

النموذج الثالث/ إعلام محسوب على الثورة ولكنه يناصر الإستبداد في سوريا وينقل الخطاب الرسمي للإعلام السوري بحذافيره ، بما في ذلك اتهام المعارضة السورية بأنها مجموعات مسلحة من الإرهابيين ، هؤلاء يعيشعون حالة من انفصام الشخصية فهم ثوار في اليمن ومستبدين في سوريا ، ونقول لهم أن الثائر مهما بلغت مصالحه يجب أن يكون دائماً نصيراً للمظلوم إينما كان في هذا العالم .

النموذج الرابع/ إعلام يحاكي غالبية وسائل الإعلام العالمية فيقدم الصورة من وجه نظر الحكومة والجيش الحر، ويعد خطاب الإعلام الرسمي الأقرب لهذا التوجه.

أخيراً ما نود التأكيد عليه بعيداً عن التجاذبات السياسية والطائفية أن الشعب السوري يتعرض لأبشع صنوف القتل والتعذيب ، وعلى وسائل الإعلام اليمنية أن تكون محايدة في طرح الخبر ، فمئات الجثث من أطفال سوريا ليست دمى والدم المتساقط ليس طلاء جدران.

ليتذكر الإعلاميون أنهم سوف يقفون بين يدي الله تع إلى فبماذا سوف يبررون قلبهم للحقائق وتضليل الشعب اليمني ، ما مصلحتهم من تزييف الوعي اليمني بطبيعة تلك الأحداث ، لقد مارست تلك الوسائل مختلف أنواع التزييف خلال 2011م ضد الثورة اليمنية حينها كان المبرر معلوما وهو الدفاع عن السلطة التي تمثلها ، أما أن يستمر ذلك الخطاب في نقد الشعوب الأخرى فلا ندري ماهي مبرراته ، نأمل من الأقلام الشريفة أن لا تكون عوناً للطغاة ضد شعوبهم.

زر الذهاب إلى الأعلى