[esi views ttl="1"]
arpo27

صدام أملى مذكّراته لتوقّعه تصفية الأميركيين له في معتقله

في حديثه مع جريدة "ايلاف" اللندنية الالكترونية يشرح المحامي خليل الدليمي، رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مجريات 144 لقاء بينهما، واملائه عليه مذكراته شفهيًّا، لأن صدام كان يتوقع تصفية الاميركيين له في معتقله ونصحه بإستنساخ اوراق المذكرات خشية مصادرة الاميركيين لها.

يقول المحامي خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، إن صدام كان غالبًا ما يطلع بنفسه على مضمون ما يقوم بتدوينه، واتهم إيران بإصدار طبعات مزورة للمذكرات للتقليل من أهميتها.

ثم تحدث الدليمي عن تشكيل حزب البعث لجنة لدراسة محتويات كتاب المذكرات الذي صدر في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي لإصدار توصيات بصدده وحول الطريقة التي كان الرئيس السابق يفضل أن يتم إعدامه بها، وكذلك عن مقاصد صدام من ادلائه بآرائه في تطورات الاحداث على الساحة العراقية، وفيما كان يتعمد بذلك توصيل رسائل معينة إلى العراقيين واسباب ظهوره في بعض الجلسات عصبيًّا غير مسيطر على كلامه وحركاته.

وقد أثار الكتاب الذي تضمن 480 صفحة و27 فصلاً وملاحق وصور مختلفة لصدام وعائلته والذي يعد نقلاً لأقوال صدام حسين بعنوان "صدام حسين من الزنزانة الأميركية: هذا ما حدث".. أثار نقاشات وردود افعال واسعة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق لكن الدليمي يشدد على ان "الكتاب وثيقة لمرحلة تأريخية مهمة ولرجل مهم جدا لم أؤلفه من بنات أفكاري وإنما بناء على أقوال الرئيس الراحل صدام حسين والوثائق التي زودني بها".

ولا يستغرب الدليمي من تعرض كتابه للانتقاد والنقاش، ويقول إنه يمثل مرحلة مهمّة تتجاوز حدود العراق والمنطقة إلى آفاق أوسع وأبعد. ويقول: "أنا واكبت الرئيس بمفردي خاصة في العامين 2004 و2005".

ويدون الكتاب تفاصيل 144 جلسة بين المحامي الدليمي والرئيس العراقي السابق منذ عام 2004.. وقد اعتقلت القوات الاميركية صدام حسين في 13 كانون الأول (ديسمبر) عام 2003 عندما كان مختفيا في في مزرعة تقع في بلدة الدور القريبة من مدينة تكريت (180 كم شمال غرب بغداد) مسقط رأسه.. ثم أُعدم في 30 كانون الاول (ديسمبر) عام 2006 شنقًا في أحد سجون بغداد.

ونظرا لما اثاره كتاب مذكرات صدام حسين من نقاشات وردود فعل واسعة وتعرضه للتزوير والاستنساخ غير المشروع فقد ارتأت "ايلاف" ان تستمع إلى كاتبه المحامي خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق.

وفيما يلي أسئلة "ايلاف" واجوبة المحامي خليل الدليمي عليها:

** ما الوثائق والحقائق الموثقة التي اعتمدتها في تأليف الكتاب؟

الكتاب الوثيقة هو كلام مباشر من الرئيس لمحاميه لأني، كان في ذلك الوقت يعتمد الجانب الاميركي على فرض اجراءات صارمة جدًّا فغير مسموح تبادل اي اوراق أو وثائق حتى لوكانت قانونية وهذه احد انتهاكات الجانب الاميركي للقانون الدولي والدولي الانساني واتفاقيات جنيف.

** ما الفترة التي يغطي كتاب المذكرات أحداثها؟

تغطي المذكرات أهم الأحداث منذ عام 1959 وحتى الساعه واستشراف المستقبل. والكتاب يتضمن مذكرات صدام حسين ابتداء من العام 1959 عندما هاجم موكب الزعيم عبد الكريم قاسم في شارع الرشيد وسط بغداد إلى حين تسلمه السلطة والحروب التي خاضها والعلاقات العراقية الأميركية. ويتطرق الكتاب كذلك إلى مشكلة الأكراد وتأميم النفط العراقي والحرب العراقية الإيرانية (1980 1988)، وموضوع الكويت ومن الذي كان السبب في كل ما جرى بتفاصيل دقيقة" كما تطرق إلى دخول العراق للكويت في الثاني من آب (أغسطس) العام 1990.

كما يتطرق صدام حسين إلى اللقاء الذي جرى (قبل غزو الكويت) مع السفيرة الأميركية لدى العراق أبريل غلاسبي وأحداث 11 أيلول (سبتمبر) في نيويورك أين كان صدام وكيف سمع الخبر ولماذا لم يرسل برقية تعزية للأميركيين. كما يتناول سقوط بغداد في التاسع من نيسان ( أبريل) عام 2003 بالتفصيل وأسباب هذا السقوط.. كما أنه يتضمن فصلاً كاملاً عن قائد الحرس الجمهوري الفريق أول الركن سيف الدين الراوي الذي تحدث عن معركة المطار.

** كيف كان التواصل بينكم وبين الرئيس السابق حين كنتم تدونون مضامين الكتاب.. وهل كان يطلع على محتوياته.. وهل هو صاحب فكرة الكتاب؟

*** كان التواصل مباشر وكنت وقتها المحامي الوحيد للرئيس يحمل وكاله رسميه ويقابله حتى نهاية عام 2005 .. كان الرئيس ممتعضا مما يسميه تزوير الحقائق والشيطنه وكان يتوقع ان الاميركان جادين بتصفيته خلال فترة الاعتقال لغايات التخلص منه ولطمس الحقائق فعرضت عليه الفكره وايدها تماما وكان الكلام المباشر بطريقة الاملاء أو الرد هو الطريق الوحيد المسموح فيه لنا من قبل الاميركان وكان الرئيس غالبا ما يطلع بنفسه على مضمون مااقوم بتدوينه وكان يؤكد لي ان اطلاعه ليس من باب الريبة، وانما من باب خشيته من عدم قدرتي على التواصل معه بالكتابة لانه كان يتكلم بسرعة بسبب الوقت وفي احيان كثيرة كنت اطلب منه اعادة هذا المقطع أو تلك الجملة.

** هل كان الرئيس السابق هو صاحب فكرة تسمية الكتاب بالعنوان الذي حمله وبتوزيع مضامينه على الفصول التي احتواها؟

*** سألني عن الاسم الذي سيكون عليه الكتاب وقد اوردت له عدة اسماء ولكنه ترك حرية الاختيار لي وترك بقية التفاصيل مثل اختيار دار النشر أو التوقيت وحسب الظروف ولم يتدخل في اي تفاصيل اخرى.

** هل كان صدام يخشى من تزوير بعض محتويات الكتاب بعد صدوره... كيف ذلك ومن هي الجهات التي كان يخشى من تلاعبها بمضامين الكتاب؟

*** كلا لم يضع في حساباته ان جهة ما ستقوم بتزويره ولكنه كان يوصيني دائمًا باستنساخ الاوراق خشية قيام الاميركيين بمداهمة داري والاستيلاء عليها.

** أصدرتم طبعة ثانية منقحة للكتاب مؤخرًا... ما الدافع لذلك، وما الفروقات التي تضمنتها النسخة المنقحة؟

***إصدار الطبعة الثانية هو أمر عادي فكل كتاب تتم طباعته أكثر من طبعه، ونحن لهذا السبب ولان تصحيحات طفيفه لاتتعلق بالجوهر والمضمون، وإنما تتعلق بما ورد من معلومات غير دقيقه وردت في المقدمه التي كتبتها دار النشر، وعلى سبيل المثال ورد أن الرئيس عندما تسلم قيادة العراق اصبح الامين العام، والصحيح نائب الأمين العام أو الأمين العام المساعد، ومعلومات أخرى طفيفة لا تؤثر على جوهر واساس الوثيقه، وكان هذا رأي جهه مهمه وتم الاخذ بها، والسبب الثاني ان الطبعة الاولى نفذت وتأخرت دار النشر في طباعة المزيد، فقامت جهات خارجية بإغراق كل من الاردن ولبنان والعراق وسوريا وفلسطين وحتى اليمن بمئات الالاف من النسخ المقلدة أو المزوّرة. وكانت إيران وجهة خارجية، أخرى وراء ذلك وبصورة مقصودة لجعل الكتاب مبتذلاً لا قيمة اعتبارية له ولخلق بلبلة حوله، كما وضعوا الكتاب على شبكة الانترنت ودسوا فيه فايروسات ادت إلى اعطاب اجهزة حواسيب عدد من اجهزة حواسيب اصدقائي. لذلك قمنا بإعادة طباعته بعد تنقيحه ووضع علامات واختلافات بارزة، اهمها الاختام الشخصية لي في داخل الكتاب ووضع علامة النسخة الاصلية على الغلاف.

** ما الأسباب التي دفعت برغد صدام حسين للتبرؤ من الكتاب... وما موقفكم من تصرفها؟

*** الكتاب هو وثيقة بيني وبين الرئيس ولاعلاقه لمخلوق آخر فيه فإن كان صحيحًا فخيرًا وان وجدت فيه اي معلومات لاسمح الله غير دقيقة، فأنا اتحمل مسؤولية ذلك دون غيري فلماذا نحمل من لا علاقه له بالكتاب وزر حمله ظالمة قادها بعض الاعداء والعملاء واصحاب الغرض وهي سلسلة من حملة متواصلة لشيطنة صدام حسين حيَّا وميتًا، وجميع من انتقد الكتاب انتقده قبل ان يقرأه وكثر ممن انتقدوا الكتاب عادوا واعتذروا منا بعد أن تأكدوا من مضامينه.

** ما مدى صحّة تزوير بعض الجهات والدول لمحتويات الكتاب؟.. كيف تم ذلك ومن هي الجهات التي تتهمها بذلك؟

*** النسخ المزورة ملأت ولا تزال تملأ الاسواق وكل النسخ التي دخلت العراق وسوريا وفلسطين واليمن مزوّرة.

** كيف كان الاقبال على الكتاب.. وكم بيع منه؟ وهل هناك طبعة ثالثة ستضاف اليها معلومات جديدة.. وماهي اهم هذه الاضافات؟

*** التفاصيل الفنيه عن حجم المبيعات لدى دار النشر اما حجم الاقبال فقد كان كبيرا جدا ومما شجع على البحث عن الكتاب لاقتنائه هو الانتقادات التي خدمت الكتاب اكثر مما اراد اصحابها الحاق الضرر بالكتاب.. وسنطبع المزيد وبحسب حاجة القراء للاطلاع على الحقائق.. نعم تم اضافة بعض المعلومات من خلال الرجوع للوثائق الاصليه.

يذكر ان مكتب المباحث الفيدرالية الاميركية "إف بي آي" كان نشر في تموز (يوليو) الماضي قد استبق ظهور مذكرات صدام حسين التي دونها الدليمي بثلاثة أشهر ونشر ملخصًا عن 27 مقابلة أجريت مع الرئيس السابق في الفترة بين كانون الثاني (يناير) وحزيران (يونيو) العام 2004 ورفعت عنها السرية مؤخرًا.

وقال صدام بحسب الوثائق إنه في نهاية أيام نظامه وفي الوقت الذي اجتاحت فيه القوات الأميركية بغداد بقي في المدينة حتى 10 أو 11 ميسان (أبريل) عام 2003 إلى حين تبين أن المدينة ستسقط بالتأكيد. وقالت الوثائق "غادر صدام بعد ذلك بغداد وبدأ التخلي التدريجي عن حراسه الشخصيين وقال لهم إنهم أكملوا مهمتهم وذلك حتى لا يجلب الانتباه إليه".

وأظهرت الوثائق بأن صدام فضل ابقاء احتمال امتلاكه اسلحة دمار شامل مفتوحا على ان يبدو لاعدائه ضعيفًا خصوصًا إيران. وقال عميل "اف بي آي" جورج بيرو الذي استجوب صدام ان الرئيس السابق اعتقد أن العراق مهدد من اطراف اخرى في المنطقة وان عليه ان يبدو قادرًا على الدفاع عن نفسه. كما اشارت إلى أن صدام أكد كونه أكثر قلقًا بشأن اكتشاف إيران نقاط ضعف العراق وقابليته للتعرض للهجوم من العواقب المترتبة عن ذلك".

وقد أجرى بيرو، حسب الوثائق، عشرين استجوابا رسميا وخمسة حوارات غير رسمية على الاقل مع صدام الذي اطلقت عليه السلطات الاميركية "المعتقل الهام رقم واحد".

ونفى صدام أي علاقة بزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي وصفه بالمتعصب لكنه قال ان كوريا الشمالية كانت اكبر حليف محتمل له في وقت الحاجة. كما أقر صدام بمسؤوليته الشخصية عن أوامر اطلاق صواريخ سكود على إسرائيل أثناء حرب الخليج في عام 1991 "لأن اسرائيل وتأثيرها على الولايات المتحدة سبب كل مشاكل العرب" . ونفى صدام أثناء تلك المقابلات بعض ما راج عنه من انه يستخدم بديلا يشبهه تمامًا معتبرًا اياها "خرافات" وقال انه لم يستخدم الهاتف الا مرتين منذ عام 1990 وانه كان يجري كل اتصالاته عبرمبعوثين.

وبحسب الوثائق، فإن صدام شعر بمخاوف لدى استلام الخميني إلى السلطة في إيران في عام 1979 وأنه كان لديه شيئان يشغلان عقله، الاول كونه متعصبًا دينيًا حيث اعتقد ان كل القادة يعجبون بشاه إيران وهو الرجل الذي تم الانقلاب عليه بسهولة وبما أن الخميني قد نجح في ازاحة الشاه بسهولة فهو قادر على القيام بذلك في مكان اخر وبضمن ذلك العراق.

وأوضح صدام انه لا يندم على معاملة العراق للخميني.. وقال صدام "ممكن" حينما تم سؤاله ان كان اية الله السيد محمد الصدر وهو من قادة الشيعة الاقوياء وتم اعدامه في العراق في العام 1980 قد يساوي الخميني كرمز.
واضاف صدام حسين انه هو نفسه رمز حيث يمكن ايجاد صور له في كل المنازل وفي كل مكان اخر في العراق. وفيما اذا كان الخميني قد اعتقد ان المواطنين الشيعة في جنوب العراق سيتبعونه وخصوصا خلال الحرب مع العراق قال صدام حسين "لم يرحبوا به" وفي الحقيقة بقي الشيعة اوفياء للعراق وقاتلوا الإيرانيين.

صدام أملى مذكّراته لتوقّعه تصفية الأميركيين له في معتقله
النسخة الاصلية لمذكرات صدام حسين

و يواصل خليل الدليمي رئيس فريق محامي الرئيس العراقي السابق صدام حسين تقديم تفاصيل عن ردود الافعال الواسعة التي واجهت كتابه عن مذكرات صدام التي يقول انه أملاها عليه شفويًا، ويؤكد أن قياديين في حزب البعث نفوا له تشكيل لجنة لدراسة محتويات الكتاب كما نشر في أجهزة الإعلام.. واشار إلى ان صدام كان متأكدًا أن حكم الاعدام سينفذ به لكنه كان يفضل ان يتم رميًا بالرصاص.

وحول ظهور الرئيس السابق في بعض جلسات محكمته عصبيًا غير مسيطر على كلامه وحركاته قال الدليمي ان صدام كان يريد مواجهة محاولات الاعتداء عليه وبقية المعتقلين "الذين كانت تنتهك حقوقهم بشكل سافر داخل المحكمة".

ويضيف الدليمي ان كتاب المذكرات الذي صدر في تشرين الاول/ اكتوبر الماضي والذي تضمن 480 صفحة و27 فصلاً وملاحق وصور مختلفة لصدام وعائلته والذي يعد نقلاً لأقوال الرئيس السابق بعنوان "صدام حسين من الزنزانة الأميركية: هذا ما حدث".. هو "وثيقة لمرحلة تاريخية مهمة ولرجل مهم جدًا لم أؤلفه من بنات أفكاري وإنما بناء على أقوال الرئيس السابق والوثائق التي زودني بها". ولا يستغرب الدليمي من تعرض كتابه للانتقاد والنقاش ويقول إنه يمثل مرحلة هامة تتجاوز حدود العراق والمنطقة إلى آفاق أوسع وأبعد. ويضيف "أنا واكبت الرئيس بمفردي خاصة في العامين 2004 و2005".

ونظرًا لما اثاره كتاب مذكرات صدام حسين من نقاشات وردود فعل واسعة وتعرضه للتزوير والاستنساخ غير المشروع فقد ارتأت "ايلاف" ان تستمع إلى كاتبه المحامي خليل الدليمي رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق.

وفيما يلي أسئلة "ايلاف" واجوبة المحامي خليل الدليمي عليها في الجزء الثاني والاخير من الحديث:

** ماهو موقفكم من تشكيل حزب البعث لجنة لدراسة محتويات الكتاب واصدار توصيات بصدده... هل تعتبرون ذلك يدخل ضمن التشكيك بالمعلومات التي تضمنها؟

***ابتداءً نرحب بأي رأي أو فكرة تعزز الحقائق أو يصوب ما قد يكون بحاجة إلى تصويب لأننا نوثق للتاريخ والكتاب كان وسيبقى اهم وثيقة تاريخية في غاية الاهمية لأهم مرحلة من مراحل العراق ولأهم رجل في تاريخ العراق قياسًا مع حجم الاحداث التي حصلت ولأنها ليس على طريقة ابي هريره، وانما نقل حيّ مباشر من فم الرئيس إلى الورقة، أقوم بتدوينها امامه وفي احيان كثيرة يطلع عليها للاطمئنان على آلية وسرعة التدوين، بما يتناسب مع سرعة كلامه ليتناسب مع الوقت الممنوح لزمن المقابلة. وقد وردتنا رسائل ضخمة لا يمكن احصاؤها تشيد بالعمل وبالكتاب وبالرئيس وبالمعلومات الواردة فيه وفي الوقت نفسه وصلتنا ملاحظات لكنها قليله جدًا وتكاد لا تذكر وقد اخذنا بما هو مفيد منها.

وفور الاعلان عن تشكيل تلك اللجنه واعلان ذلك في موقع البصرة فقد قمت شخصيًا وهذا اعلنه مضطرًا للمرة الاولى اتصلت بالقياده العليا للبعث فنفوا نفيًا مطلقًا علمهم أو موافقتهم على خبر كهذا، ولدي رسائل موثقة بذلك تنفي علاقة الحزب بأي لجنة. ويبدو ان احد الاخوه الكتاب اورد الخبر ونجح مشكورًا في ايقاف التراشق الاعلامي الذي اخذ طابع الشخصنة لغايات ودوافع كيدية معروفة ضد المؤلف وضد الرئيس.. اما مايخص الموقف الرسمي للحزب فقد كان واضحا من خلال الاشاده بالكتاب والكاتب على الرغم من ان الكتاب ليس تأليف احد وانما مذكرات رئيس دولة اسير بيد قوات الاحتلال وقد تم نشر رأي الحزب من خلال مقاله نشرت في المواقع الوطنيه ولدينا نسخة عنها وانتهى الامر ولا يعيب تشكيل اي لجنة لهذا الغرض.

** كيف كان يتعامل الرئيس السابق مع التهم التي وجهتها له المحكمة ؟.. و إلى اي مدى كان حريصًا على توضيح ملابسات القضايا التي حوكم بموجبها؟

*** اساس العدوان ومبرراته كاذبة وباطلة، فما بالك ببعض التهم الموجهه بالتاكيد الرئيس كان يزدريها ويعدها مسرحية، وفعلاً هي مسرحية، لكنه على الرغم من ذلك كان حريصًا على تفنيدها ودحضها لأنه كان يؤكد ان الهدف هو الاساءة وتشويه الحقائق.

** من خلال لقاءاتكم الكثيرة مع الرئيس السابق هل كان يعتقد بأن حكمًا بالاعدام سيصدر ضده وان هذا الحكم سينفذ... وما هي تعليقاته على ذلك؟

*** منذ اليوم الاول اكد لي بأن الحكم جاهز ولن يكون اقل من الاعدام والدليل وكان يفضل ان يتم الاعدام رميًا بالرصاص كما قال للقاضي في احدى جلسات محاكمته.

** كنتم المحامي الرئيسي للرئس السابق فلماذا لم تحضروا عملية تنفيذ الحكم به؟ وما هي تفاصيل اخر لقاء بينك وبينه؟

*** كنا نريد الحضور لكنهم بيتوا النية للرقص على جثته والاساءة والتنكيل، فلم يسمحوا لا لي ولا لزملائي ولم يبلغونا أو يوافقوا على حضورنا حتى ان رجل الدين السني الذي قالوا انه حضر كان كذبًا من اكاذيبهم وقد رايتم وسمعتم الاهازيج الطائفية وكان الهدف الامعان بالتشفي.

** كان الرئيس السابق خلال محاكمته يكيل الشتائم للرئيس بوش ويدلي بارائه في تطورات الاحداث على الساحة العراقية.. فهل كان يتعمد بذلك البعث برسائل معينة إلى العراقيين.. وما هي دوافع ظهوره في بعض الجلسات عصبيًا غير مسيطر على كلامه وحركاته؟

*** ليس المقصود توجيه رسائل بقدر ما اراد توضيح الحقائق التي شوهها الغزاة، لأنه كان مهتمًا بأن يعرف الشعب كل التفاصيل، وقد كان من ضمن برنامج قضاة الاحتلال محاولات الاعتداء على الرئيس واخوانه المعتقلين وكانت تنتهك حقوقهم بشكل سافر داخل المحكمة.
المحامي خليل الدليمي

يذكر ان الدليمي قد اصدر مؤخرًا بيانًا صحافيًا حول حملة التزوير التي واجهها كتابه "صدام حسين من الزنزانة الاميركية: هذا ماحدث" اكد فيه ان نسخ المذكرات قد تعرضت لما وصفها بحملة "لشيطنة الرئيس السابق".

وقال ان هذا الكتاب "تعرض لحملة شرسة من أقلام مأجورة، لكنها لا تتعدى أصابع اليد الواحدة والذي كشف زيف هذه الحملة المارقة هو ان كل من هاجم المذكرات لم يطلع أو يقرأ الكتاب ولم يره، بل سمع به, وكانت جهات خارجية من بينها إيران تقود هذه الحملة، واليوم وبعد ان انكشف زيف الادعاءات والغرض السيئ لأصحابها قام نفر ضال مأجور يدور في فلك هذه الجهات ممن تنكر لفضل العراق... قام بتزوير الكتاب على مرحلتين : المرحلة الاولى : تزوير الكتاب من خلال تحميله على الانترنت وبهذا فإننا نؤكد بأن الكتاب الموجود على شبكة الانترنت هو كتاب مزور لا علاقة لنا به لا شكلاً ولا مضمونًا بل ان بعضه يحمل فيروسات أعطبت اجهزة العديد من الاصدقاء.. وللتأكيد اكثر فاننا لم ولن نضع هذه الوثيقة التاريخية المهمة على الانترنت لا سابقًا ولا مستقبلاً، ولن نجعلها رخيصة مبتذلة كما أرادها اصحاب الغرض".

واشار إلى "ان المرحلة الثانية تمثلت بقيام بعض الجهات ومن ورائهم إيران باعادة طباعة الكتاب دون اذن من المؤلف وتزويره وتقليده ودس معلومات بين الكلمات والسطور، واغراق كل من لبنان والاردن وسوريا وفلسطين والعراق، وتصديره لدول مثل اليمن بل تعدى ذلك إلى قيام إيران وبعض الجهات المرتبطه بمشروعها في المنطقه باستنساخ وطباعة الكتاب في العراق في بغداد الاسيرة والموصل الحدباء واغراق السوق العراقيه فيه بعد ان منعوا دخول النسخ الاصليه إلى العراق وهنا نؤكد ان جميع النسخ الموجودة في العراق هي نسخ مزورة ومقلدة ولا علاقة لنا بها".

واوضح انه "تفاديًا ومنعًا لالتباس الحق بالباطل، فإننا قمنا بطباعة الكتاب بعد تنقيحه وفي مكان آمن ويحمل بداخله توقيع المؤلف وختمه، ويطلب مباشرة منه. وتم حرمان بعض دور النشر التي قامت بتقليده و/ أو تزويره ووضع اختامها عليه لخداع الناس.. وشرعنا بمقاضاة هذه الدور والمكتبات التي عملت أو تداولت النسخه المقلده و/ أو المزوره.. كما اننا نؤكد بان الطبعه الجديده تحمل نفس صورة الغلاف السابق ولكن مع اختلاف وجود شريط احمر في اعلى يسار الزاوية العليا للغلاف مكتوب عليه "النسخه الاصليه" مع وجود اسفل كلمة المحامي رقم 2009.. وفي داخل الكتاب مباشرة بعد فتح الغلاف توجد ثلاثة اختام وتواقيع للمؤلف فضلا عن اختلاف في الصور وفرق كبير من حيث نوعية وفخامة الطباعه وجودة الورق والغلاف".

وقال ان النسخة الثانية الاصلية هي الصادرة عن دار الواضح الاماراتية في دبي وهذه النسخة صدر منها عدد قليل ومعروف باللون الابيض والاسود وكذلك نسخة ملوّنة... "وعليه فإننا نؤكد ان جميع النسخ الموجودة في الاسواق عدا هاتين الطبعتين فهي مقلدة ومزورة ونتمنى عدم اقتنائها دعمًا للحقيقه الناصعه كما نتمنى على كل العراقيين النجباء عدم شراء النسخ الموجودة في العراق لانها كلها مقلده ومزوره".

وتنسب المذكرات إلى صدام قال أنه أعد خطة سرية للهروب من المعتقل الأميركي واوضح إنه أعد "خطة كاملة للهروب من السجن بمساعدة فصائل من المقاومة العراقية". ونسبت إليه أنه حدد لهذه القوة هدفا هو "اقتحام سجنه إذا وقع في الأسر". وقد رفض صدام عرضًا للخروج من العراق قبل الحرب. وأضاف صدام "الاميركيون أبلغوني بذلك وبطريقة غير الوساطة الدبلوماسية المعتادة بأنهم سيضغطون على أي دولة الجأ إليها".

ويشير الدليمي إلى أن صدام روى هذه المذكرات شفويًا "لان الاميركيين كانوا يمنعون أي تداول للاوراق بيني وبينه فأضطر ان يحدثني عما جرى شفويا كي ادونها حال مغادرتي له". ويتعرض الكتاب لقضايا متعدّدة منها العلاقة بين نظام صدام والولايات المتحدة حتى دخول العراق للكويت العام 1990 كما يتطرق بالتفصيل لأسباب سقوط بغداد في أيدي الأميركيين. كما يتضمن الكتاب فصلاً كاملاً عن قائد الحرس الجمهوري الفريق اول الركن سيف الدين الراوي الذي تحدث عن معركة المطار" في اشارة إلى مطار بغداد الدولي. ويتطرق الكتاب كذلك إلى ظروف اعتقاله وحياته داخل المعتقل وكيف كان يقضي يومه كانسان عادي.

واحتوى كتاب الدليمي على مذكرات صدام حسين منذ العام 1959 والتي تروي قصته منذ تسلمه السلطة والحروب التي خاضها لحين سقوط بغداد في نيسان (ابريل) العام 2003. وكانت القوات الأميركية قد اعتقلت صدام حسين في 13 كانون الاول (ديسمبر) العام 2003 في مزرعة تقع في بلدة الدور القريبة من مدينة تكريت (180 كلم شمال بغداد) مسقط رأسه وهي المزرعة نفسها التي لجأ إليها بعد محاولة الاغتيال الفاشلة التي قام بها ضد عبد الكريم قاسم العام 1959. وأعدم صدام حسين (69 عامًا) في 30 كانون الاول (ديسمبر) العام 2006 شنقًا. وصدام مدفون حاليًا في قرية العوجة مسقط رأسه جنوب تكريت في محافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد.

زر الذهاب إلى الأعلى