[esi views ttl="1"]
arpo28

هل هناك ضمانات لسلام دائم في صعدة ؟

أكد عدد من السياسيين والمهتمين بأن قرار وقف الحرب والمواجهات المسلحة بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين الحوثيين في المناطق الشمالية الغربية من اليمن خطوة في الطريق الصحيح ،وتمنوا أن تكون هذه الحرب الدائرة منذ العام 2004م وعلى فترات متعاقبة هي أخر الحروب وقد طرح المتحدثون عدداً من الضمانات التي يرون أنها كفيلة بإحلال سلام دائم في صعدة ..

أهمية الاعتراف بوجود أزمات في البلد

وأكد المتحدثون في أحاديث خاصة ل(صوت الإيمان) على أن أهم الضمانات لعدم عودة الحرب إلى صعدة أو غيرها من المناطق اليمنية تتركز في أهمية الاعتراف بوجود أزمات في البلد والعمل على معالجتها بجدية وفعالية ،إضافة إلى إزالة الظلم ،و إلى وجود دولة الحق والعدل والقانون،وإلى توفر إرادة سياسية فاعلة تعمل على كافة المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي نعاني منها..كما تحدثوا عن جملة من القضايا في الاستطلاع التالي..

التوقف نتيجة ضغط خارجي

في البداية أكد الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ سعيد ثابت سعيد نقيب الصحفيين أن الإعلان عن وقف الحرب في صعدة هي استراحة محارب وأنها نتجت عن ضغوط خارجية باتجاه وقف الحرب..وقال ثابت أنا أرى أنها استراحة محارب وستعود الحرب أخطر مما كانت عليه على اعتبار أنه تم التعامل مع القضية باستخفاف من قبل السلطة والحوثيين وهذا التوقف كان نتيجة ضغط خارجي أكثر منه قناعة من الأطراف المتقاتلة..

نحو شراكة حقيقية

وقال سعيد ثابت إن أهم الضمانات التي يمكن للحرب أن لا تعود مرة أخرى في أن يعرف الطرفان سواء في السلطة أو الحوثيين ماذا يريد كل طرف وأن يكشف كل طرف أوراقه وتكون هناك شراكة حقيقية في البلد بعيداً عن الاستحواذ واعتبار الوطن أقطاعية خاصة سواء لعرق مقدس أو أسرة حاكمة..وفتح القنوات للحرية للناس بأن يساهموا بفاعلية في هذه البلاد..

الحرب سياسية عبثية

وأضاف أن تشكيل اللجان البرلمانية للإشراف على شروط الحكومة لإيقاف الحرب من المناطق الشمالية للبلاد قد تكررت وتشكلت لجان وخرجت ونزلت واستلمت المواقع ولكن لم يمنع ذلك أن تتفجر الأوضاع مرة ثانية وثالثة ورابعة وخامسة وسادسة لأن قضية الحرب في هذه المناطق غامضة لأنها محصورة بين سلطة الحزب الحاكم والحوثيين والشعب مغيب ولا يعرف شيئاً عن هذه الحرب أصلاً..وما أسبابها ..وما أهدافها ..ولماذا اندلعت..وأنا اعتبرها حرباً عبثية ابتداءاً ..حرب سياسية بامتياز..وصراع على مراكز السلطة..بين مربع واحد ..وبالتالي هي ستكرر نفسها حسب قناعتي وأتوقع أن الهدنة لن تدوم كثيراً ..وخاصة أن هذه الحرب لم تأت بقرار محلي بقدر ما جاءت بضغط خارجي..وأرى أن الطرفين ليسوا جادين في إيقاف الحرب ..وأنا شخصياً ضد الحرب ابتداءاً ..ضد أي حرب في البلد ..وبين أبناء البلد الواحد..لكن نقول بأننا ضد الحرب شيء والواقع الموجود في الميدان شيء آخر..هذه الحرب ستظل مشتعلة بشكل أو بآخر ما لم يكن كل القوى السياسية والشركاء حاضرين فيها..وفي معالجتها ،وأن يتفق الجميع بأن البلد هي بلد الجميع ليس حكراً لا على عرق مقدس ولا على أسرة حاكمة..

خطوة صحيحة

ومن جانبه أكد الدكتور محمد الظاهري أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء أن إيقاف الحرب في صعدة هي خطوة صحيحة وهامة في الطريق الصحيح لكنها محدودة..وقال إن ذلك يعني أنها خطوة في الاتجاه الصحيح ولكنها ليست كافية..بمعنى أن إيقاف الحرب في صعدة قضية هامة للمجتمع اليمني ككل ..فأنا مع إيقاف نزيف دماء اليمنيين مع كل الأطراف وهو عمل مهم ولكن الأهم أننا لا نقف عند إيقاف الحرب لأنه إذا لم توجد رؤية استراتيجيه للتعامل مع الأزمات في الوطن اليمني وليس فقط في صعدة وللأسف سنسمع عن حرب تلد أخرى بمعنى سنسمع ولا سمح الله حرباً سابعة وثامنة وتاسعة لأن ما حدث في صعدة هو عبارة عن أعراض لأزمات مركبة ومعقدة تشهدها اليمن ونحتاج بعد إيقاف الحرب إلى الاعتراف بجذور الأزمات ونحتاج إلى التوقف عن تكتيك تقوية الضعيف لإضعاف القوي ..

تواجد الدولة بمؤسساتها

نحن نحتاج إلى تواجد الدولة بمؤسساتها من خلال سيادة القانون ونشر ثقافة التسامح والاعتراف بالآخر السياسي ،والاعتراف بالآخر المذهبي..وهذه أهم شروط ضمان استمرار عدم تجدد القتال في صعدة ،وأعمال مبدأ الثواب والعقاب ،وإعادة الثقة بالمؤسسات الرسمية الدستورية والتشريعية والتنفيذية والقضائية.

اليمن تعاني أزمة هوية

وقال الدكتور الظاهري أننا نحتاج إلى إزالة الظلم ،ونحتاج إلى دولة الحق والعدل والقانون،وهذه جميعها ضمانات لعدم اشتعال الحرب من جديد في صعدة أو غيره لأن ما نخشاه أن الحكومة اليمنية تعمل على أن تتحول أزمة صعدة إلى أزمة نائمة ..بمعنى أن تهدئتها بسبب الضغوط الدولية ومن ثم عودتها من جديد،لذا فنحن نحتاج إلى أرادة سياسية فعالة وإلى استراتيجية تخرج الوطن اليمني من الأزمات والدورة اللعينة في استمرار الأزمات..والحكم عبر الأزمات المتعاقبة..أعتقد أن هذه المتطلبات الأساسية لعدم تجدد الحرب في صعدة ،وأنا اعتقد أن ما يحدث في صعدة هو عارض أو شاهد على وجود أزمة تعاني منها اليمن..أزمة هوية ..أزمة توزيع.. أزمة تغلغل بمعنى عدم تواجد السلطة بكافة وظائفها وليس الأمنية فقط بل وظائفها الاقتصادية ،والسياسية ،والثقافية،والاجتماعية ..وهذه من الضمانات الأساسية لكي لا تتجدد الحرب في صعدة..

أزمة كشفت ضعف الدولة

وتمنى الدكتور الظاهري بأن لا تكون فترة إيقاف الحرب السادسة الحالية هي فترة استراحة المحارب..وقال إن لدينا مشاهد متوقعة إذا تعاملت الحكومة اليمنية بجدية مع أزمة صعدة وتم الاعتراف بوجود أزمة حقيقية لأن ما حصل في صعدة هي أزمة كاشفة لضعف الدولة على مستوى الدولة وعلى مستوى المجتمع المدني وعلى مستوى الأحزاب والتنظيمات السياسية ،وعلى مستوى وسائل التنشئة السياسية ،وعلى مستوى وسائل الإعلام..ونتمنى أن لا تكون استراحة محارب في هذا الإطار والمتغير المستقل هي المتطلبات التي أشرنا إليها سابقاً بمعنى تحضر الإستراتيجية بدلاً عن التكتيك للحكم عبر الأزمات،وإلا سوف نسمع عن حرب سابعة ،وثامنة ،وتاسعة ..

نحتاج إرادة سياسية فعالة

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء إلى أن الإشكالية في أن المتغير الحاصل لعدم تحول الحرب إلى استراحة محارب هو أن توجد إرادة سياسية فعالة تتعامل مع أزمات النظام السياسي اليمني بمصداقية ابتداءاً ثم أيجاد الحلول فلا يكفي أن نهدئ الأزمات باستخدام أدوات تسكين الألم ولكنا بحاجة إلى الاعتراف بوجود الأزمات ثم السعي لحلها بشكل صادق..نحتاج إلى تحضر المصداقية السياسية والإرادة السياسية الفعالة أن يتم الانتقال من القول إلى الفعل لأنه يكفي الوطن اليمني الأزمات..والخشية أنه إذا لم يتم دراسة ما حصل في صعدة واستمرت الحرب لدورات ست أعتقد أن الحروب ستكون قادمة ولا سمح الله.

حماية الوطن من الاختراقات الأجنبية

وشدد الدكتور الظاهري على أهمية حماية الوطن من الاختراقات الخارجية..وقال ينبغي أن نحمي الوطن اليمني من الاختراق الخارجي والانكشاف الخارجي لأن ذلك في غاية الأهمية ،لأنه وللأسف أن ما يحز في النفس أن أقول كيمني قبل أن أكون باحثاً أو أكاديمياً أن الوطن اليمني واليمن منكشفة في اتجاه الخارج ومنفعلة به وليست فاعلة ..فنحن نحتاج إلى نسيج هذا الوطن اليمني بما فيه صعدة وبقية محافظات اليمن الواحد نسيجها بالعدالة والعدل مع ضرورة حضور دولة الحق والعدل والقانون وأن تحضر الدولة بوظائفها كاملة لا أن تكون دولة جابية ..نحتاج إلى دولة المؤسسات..دولة النظام والقانون.

النتائج تبشر بالخير

أما الأستاذ عبده الجندي عضو اللجنة العليا للانتخابات فقد أشاد بقرار وقف الحرب في صعدة ..وقال حتى الآن النتائج تبشر بالخير لأن تكون هذه الحرب السادسة هي نهاية الحروب في صعدة رغم وجود اتهامات متبادلة بوجود عدم جدية وتباطؤ في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وخاصة من قبل الحوثيين للنقاط الست ،لكن ما يتم إعلانه من قبل اللجان الإشرافية بهذا الخصوص يبشر بأن كلا الطرفين حريص على وضع نهاية للحرب التي كانت مستمرة لفترات ست والأمل كبير بأن تكون هناك مصداقية لإنهاء المواجهات المسلحة في المناطق الشمالية الغربية للبلاد واستخدام الأساليب التكتيكية لا تخدم مصلحة اليمن ولا تخدم حالة الأمن والاستقرار..وترحيل الحروب من مرحلة إلى أخرى ليست حلاً ناجعاً، لذلك فإن الحوثيين أمامهم أهم فرصة لأن يكونوا صادقين وملتزمين بالنقاط الست وبالآلية التي قبلوا بها ،وأن يتجنب الطرفان تبادل الاتهامات الدعائية لأن الدعاية ستتحول إلى حرب،والحروب في بدايتها هي أعمال دعائية..

نتائج مدمرة للحرب.

وعبر الجندي عن أمله بأن تكون هذه الحرب هي نهاية الحروب في صعدة ،وأن يلتزم الحوثيون بنقاط الحكومة الست حتى لا يتيحوا مجالاً لعودة الحروب من جديد ،لأن عودة الحروب من جديد لن تكون في صالح الطرفين لأن الحرب القادمة ستكون مدمرة ،لهذا فإننا نأمل بأن يضغط الطرفان باتجاه أن تكون هذه الحرب هي نهاية الحروب في صعدة وأن يتم الالتزام بما تم الاتفاق عليه ،وبمصداقية وجدية بعيدة عن التكتيك والمناورة ،لأن المناورة لن توصل إلى نتيجة.

فرصة لإحلال السلام

وقال الجندي إن من يعتقد بأنه يحتاج إلى فترة استراحة هذا بالفعل لا يستند إلى حسابات مستقبلية صحيحة ومنطقية وحقيقية لأن التمرد لا بد له من نهاية والدولة في مثل هذه الحروب هي المرشحة للانتصار ،ولكن الثمن سيكون في مثل هذه الحالات باهضاً ..ونتمنى أن يكون ما حدث في السابق ونتائجه المدمرة مقنعاً للجميع سواء من جانب الحوثيين أو من قبل من يدعمونهم في الخارج بأن الحرب ليست في صالحهم ولا في صالح الدولة..ولأن الحرب أثبتت بأن التمرد على الدولة وعلى الاعتداء على حدود الدول المجاورة عواقبه وخيمة وعمل لا يخدم أحداً ،وأن الفرصة الأخيرة لإيقاف الحرب هي الفرصة الثمينة التي ينبغي أن لا تفوت من قبل الحوثيين ،ولا بد من مصداقية في التعامل،ولأن الطرف الذي يخادع لن يجني إلا ثماراً في غير صالحة..

تحكيم العقل والمنطق

وعبر الجندي عن اعتقاده بأن أهم الضمانات لعدم العودة إلى مربع الحرب هو اللجوء إلى إحكام العقل والمنطق لدى الحوثيين بأن الحرب لن تحقق لهم أهدافهم ،ولكنها عرضت البلاد إلى العديد من المشكلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،ومع ذلك لم تخدم أهدافهم بل أدت إلى سفك الدماء البريئة وتدمير مناطقهم وقراهم وإلى تشويه سمعة اليمن على المستويين الإقليمي والدولي،لأن الحرب عمل همجي لا يتفق مع رغبة المجتمع اليمني والإقليمي والدولي فالكل ضغطوا باتجاه وقف الحرب والقيادة اليمنية الحكيمة استجابت لهذا الموقف الذي نتمنى أن يستمر.

زر الذهاب إلى الأعلى