[esi views ttl="1"]
arpo28

حرب باردة بين أنصار الرئيس صالح وأنصار نجله

أكدت مصادر سياسية مطلعة أن حرباً باردة تدور رحاها على مستويات عليا في الدولة بين أنصار الرئيس علي عبدالله صالح وأنصار نجله أحمد، قائد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة. وأضافت أن هذه الحرب الباردة اندلعت بعد أسابيع قليلة على مغادرة الرئيس للعلاج في السعودية وأنها اتخذت الكثير من الأنماط والأشكال.

وقالت المصادر، في تصريحات خاصة ل نشوان نيوز، إن كثيرا من الأنصار الأوفياء للرئيس صالح من الصف القيادي في الدولة والمؤتمر الحاكم صدمت بتصرفات ومواقف عديدة من قبل أنصار نجل الرئيس تنبي وفق وصف هذه المصادر، عن استخفاف بحجم الأزمة التي يمر بها اليمن وتنم عن إصرار من قبل أنصار نجل الرئيس في المضي بمشروع توريث السلطة وأن هؤلاء لا يسمحون بالثناء على الرئيس الا بالقدر الذي يصب في خانة نجله أما أن تتحدث عن رعايته لنقل سلمي للسلطة فعندذاك تصبح في نظرهم في خانة المعزولين وتتفاجأ بأن وسائل الإعلام واجتماعات الحزب تستثنيك وتتجاهلك.

وذهبت هذه المصادر إلى أن أنصار الرئيس انقسموا إلى فريقين: الأول يقف مع الرئيس بقوة حتى آخر فترته الدستورية ولكنه لا يشجع مشروع التوريث ولا يدفع باتجاهه بل يدفع بالأمور إلى حل توافقي ينجم عنه خروج مشرف للرئيس عبر حل توافقي ونقل السلطة للنائب. ويكاد هذا الفريق أن يكون غالبية الصف القيادي وخصوصا الأسماء التاريخية فيه.. والفريق الثاني يقف مع الرئيس ولكنه لايزال يدفع الأمور لكي تصب عنوة في مشروع التوريث وهؤلاء هم المقربون من الأبناء في الفترة والمرحب بهم في وسائل الإعلام الرسمية وفي الاجتماعات والمشاورات.. وهذا الفريق، حسب المصادر، ربط مصالحه منذ سنوات بمشروع التوريث وهم اليوم يدلون للأبناء بنصائح "كارثية"، ويعملون على نشر صور أحمد في الأسابيع الأخيرة داخل الجيش وفروع المؤتمر وجولات الشوارع.

يذكر أن مصدرا أمنيا نفى ما نشرته بعض وسائل الإعلام الخليجية واليمنية من أن الرئيس صالح، تحفظ على نتائج التحقيقات حول محاولة اغتياله، مؤكداً أن النتائج سيتم الإعلان عنها رسمياً بعد استكمال التحقيقات.

وقال المصدر الأمني لموقع وزارة الدفاع اليمنية: "سيتم كشف كل ما توصلت إليه أجهزة الأمن من معلومات وأسماء الجهات أو الأشخاص المتورطين، وتقديمهم إلى المحاكمة".

وكانت مصادر يمنية قالت في وقت سابق إن الرئيس صالح أصدر توجيهات مشددة قضت "بحصر التعامل مع فريق المحققين اليمنيين والأميركيين والغربيين، بنائبه وعدد محدود من كبار المسؤولين في مكتب رئاسة الجمهورية والمخابرات".

وأصيب صالح بجروح في انفجار في مسجد القصر الرئاسي في صنعاء في الثالث من يونيو الماضي، وظهر للمرة الأولى عبر شاشة التلفزيون اليمني في السابع من يوليو بحروق في الوجه والضمادات تغطي يديه.

وأثار بقاء الرئيس في العاصمة السعودية الرياض رغم خروجه من مستشفى القوات المسلحة الذي كان يتلقى فيه العلاج، وعدم عودته مباشرة إلى العاصمة صنعاء بحجة النقاهة، أثار ذلك البقاء شكوكا حول وجود خلاف بين الرئيس وأبنائه فيما يتعلق بتوقيع المبادرة الخليجية إذ أكد أكثر من مصدر عزم الرئيس على التوقيع، الأمر الذي يرفضه الأبناء ويسعون من خلال سيطرتهم على جزء من الجيش والأمن على فرض واقع آخر يضمن انتقال السلطة إليهم أو بالأصح بقاءها في أيديهم بعد خروج الرئيس من السلطة وهو ما يبدو مستحيلا في ظل الاحتجاجات الشعبية الداعية لتنحي الرئيس وعائلته.. تلك الاحتجاجات المشتعلة منذ سبعة أشهر معززة باعتصامات في 17 محافظة يمنية، فضلا عن الضغوط الخارجية والانهيار الاقتصادي والسخط الشعبي وانقطاع الخدمات وانقسام الجيش وتوحد القبائل ضد النظام.

المصادر السياسية ختمت تصريحها ل نشوان نيوز، بالقول: المشكلة لم تعد متمثلة في رغبة الرئيس علي عبدالله صالح بالبقاء لأن الرئيس وفق المصادر، كان مقتنعا، من قبل حادث الرئاسة، بمغادرة السلطة، ولكنه يواجه ومازال ضغوطا متصاعدة من نجله وأبناء أخيه واللوبي التابع لهم من أجل إنهاء ترتيبات التوريث وبالتالي فإنهم بذلك حملوا أنفسهم وحملوا الرئيس وحملوا اليمن ما لا تحتمل، وصاروا هم المشكلة الحقيقية التي تحتاج من كل الشرفاء في المؤتمر الشعبي العام إسداء النصيحة وبذل مجهود لإقناعهم بالإسهام في نقل السلطة بشكل سلمي وإن أبوا فيتعين تشكيل تحالف أوسع ضدهم يكشف أنهم سبب أزمة البلاد والرئيس، ويفوت عليهم إهدار مقدرات الشعب المالية والعسكرية في معركة شخصية خاسرة.

زر الذهاب إلى الأعلى