[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

النِّفَّري

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - النِّفَّري

شيخُنا،
ومعلِّمُنا كيفَ تَبْتَلُّ بالكلماتِ
الأصابعُ؟
كيفَ تضيءُ العبارةُ منْ غيرِ وزنٍ
ولا قافيةْ؟
في (مواقفِهِ)
يورقُ الحرفُ
تَخْضَرُّ أوديةُ الكلماتِ
وتنهضُ شعريّةً
تتهدَّلُ أطيابُها
وتُشَعْشِعُ أهدابُها
وتبوحُ بما لا تبوحُ بِهِ
في البراري الجداولُ
تُفضي بما لا تقولُ الظلالْ.

* * *
"أوقفَني في نورٍ وقالَ لي:
أقبضُهُ ولا أبسطُهُ
ولا أطويْهِ ولا أنشرُهُ
ولا أخفيْهِ ولا أظهرُهُ،
وقال: يا نورُ انقبضْ وانبسطْ
وانطَوِ وانتشرْ
واخْفَ واظْهَرْ،
فانقبضَ وانبسطَ
وانطوَى وانتشرَ،
خفيَ وظهرَ،
ورأيتُ حقيقةَ لا أقبضُ
وحقيقةَ يا نورُ انقبضْ.
وقالَ لي: ليسَ أعطيكَ أكثرَ منْ هذِهِ العبارةِ،
فانصرفتُ.. فرأيتُ طلبَ رضاهُ معصيتَهُ،
فقالَ لي: أطعني، فإذا أطعتَني ولا أطاعني أحدٌ،
فرأيتُ الوحدانيَّةَ الحقيقيّةَ،
والقدرَةَ الحقيقيّةَ
فقالَ: غُضَّ عنْ هذا كلِّهِ، وانظُرْ إليكَ
لم أرضَ وأنا أغفرُ ولا أبالي".

(كتاب المواقف)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى