[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

بدر شاكر السَّيّاب

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - بدر شاكر السَّيّاب

أوَّلُ القادمينَ منَ الشعراءِ
إلى العصرِ،
بل أوَّلُ الطالعينَ منَ العصرِ،
في كفِّهِ ألقٌ منْ هدوءٍ مقفّى،
وفي فمِهِ للحياةِ بيانٌ:
أما آنَ للشعرِ أنْ يتغيَّرَ
أنْ يستعيدَ مهابتَهُ
واخضرارَ طفولتِهِ..
أيها الشعراءُ
اخْرُجُوا منْ منازلَ مسكونةٍ
بالعناكبِ
منْ غيمةٍ يَبِسَتْ
وقميصٍ تمزَّقَ
وَلْتَقْبِضُوا بمفاتيحِ كلِّ الجهاتْ.

* * *
"قرأتُ اسْمي على صخرَةْ
هنا في وحشة الصحراءْ،
على آجُرَّةٍ حمراءْ،
على قبرٍ..
فكيفَ يحسُّ إنسانٌ يرى قبرَهْ؟
يراهُ، وإنهُ ليحارُ فيهْ:
أحيٌّ هوَ أمْ مَيْتٌ؟
فما يكفيهْ
أنْ يرى ظلاًّ لَهُ على الرِّمالْ،
كمئذنةٍ معفَّرةٍ
كمقبرةٍ
كمجدٍ زالْ
كمئذنةٍ تردَّدَ فوقَها اسمُ اللهْ
وخطَّ اسْمٌ له فيها
وكانَ محمّدٌ نقشاً
على آجُرَّةٍ خضراءَ
يزهو في أعاليها
فأمسى تأكلُ الغبراءُ
والنيرانُ، منْ معناهْ".

(الأعمال الكاملة)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى