[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

نازك الملائكة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - نازك الملائكة

أتذكَّرُها،
يتذكَّرُها الشعرُ
أيّامَ كانتْ على الأُفْقِ
خضراءَ يانعةً،
يتوهَّجُ ماءُ الكلامِ على كفِّها
و"عصيرُ البنفسجِ فوقَ الفضاءِ المديدْ"
يداعبُ عاشقةَ اللَّيلِ
يُغْري قصائدَها بالرحيلِ إلى زمنٍ قادمٍ..
آهِ.. سيّدةَ الشعرِ
والكلماتِ الجميلةِ
ماذا تبقّى منَ اللَّيلِ
في أعينِ العاشقينَ؟
وماذا تبقّى منَ الصبحِ
يعشقُهُ الحالمونَ بعصرٍ جميلْ؟

* * *
"أشيعي الحرارةَ، والدفءَ في لمساتِ الرياحِ
ولُفّي جدائلَكِ الشُّقْرَ حولَ الفجاجِ الفساحِ
وهذا التحرُّقُ في شفتيكِ أريقي لظاهْ
على طبقاتِ الثلوجِ الكثيفةِ..
فوقَ المياهْ
أذيبي بها قطراتِ الجليدِ
عنِ العشبِ..
عنْ زهرةٍ لا تريدُ فراقَ الحياةْ
فما زالَ فيها رحيقٌ تخبِّئُهُ للصباحِ.
ومنْ دفءِ عينيكِ
منْ ضوءِ هذا الجبينِ السعيدِ
أريقي عصيرَ البنفسجِ فوقِ الفضاءِ المديدِ
ومنْ لونِ هذي الجدائلِ رُشّي ازرقاقَ الأثيرْ
وصُبّي البريقَ الملوَّنَ
فوقَ مرايا الغديرْ
ومنْ عطرِ هذا الضياءِ المذابِ
أريقي على صفحاتِ الضبابِ
ربيعاً نضيرْ".

(قرارة الموجة)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى