[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

سعدي يوسف

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - سعدي يوسف

البروقُ التي تتمرَّدُ
فوقَ سماءِ العروبةِ تعرفُهُ
وصخورُ الموانئِ تعرفُ لونَ يديهِ..
هوَ الأخضرُ العربيُّ
يسافرُ عبرَ قصائدِهِ
وتسافرُ فيهِ قصائدُهُ
ويضيقُ منَ الوقتِ والأرضِ
لا يستقرُّ،
على قلقٍ قدماهُ،
على قلقٍ روحُهُ
يتذكَّرُ كلَّ مكانٍ رآهُ
ويرسمُهُ بدمِ القلبِ
ثمَّ يحنُّ إليهِ..
متى سيعودُ إلى دارِهِ
ثمَّ يلبُطُ في الماءِ مرتجفاً
مثلَما كانَ يفعلُ بالأمسِ
منسرباً في رياحِ الطفولةِ
في نخلةٍ تتحدَّى الشتاءَ
وتخشى رمادَ الخريفْ.

* * *
"كلُّ شيءٍ ينهضُ الآنَ منَ الماضي الغريقِ
هذه الليلةُ منْ مايو..
بفانوسٍ وريحٍ
وكتابينِ، وسروالٍ عتيقِ
هكذا.. إنهُ الفانوسُ يهتزُّ ضئيلا
وظلالُ النخلِ خضراءُ.. وفي النهرِ سفينةْ
إنها تدنو منَ الأرضِ قليلاً.. فقليلا
هكذا..
كانتِ الأنجمُ زرقاءَ البريقِ
مثلَ عينيكِ حزينةْ
إنها الثورةُ في الحزنِ العميقِ
هذه الليلةُ منْ مايو.. ستمضي يا صديقي
بكتابينِ وسروالٍ عتيقِ
أتُرى ترجعُ يوماً بالسلامةْ
وعلى صدرِكَ تهتَزُّ حمامةْ؟".

(الأعمال الكاملة)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى