[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

كمال أبو ديب

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - كمال أبو ديب

كيفَ أرسمُ وجهَ صديقيَ
بالكلماتِ؟
وكيفَ أحدِّثُكم عنْ مناقبِهِ
وفتوحاتِهِ؟
كيفَ لي أنْ أريكُم - على البعدِ -
بالكلماتِ الصغيرةِ
بعضَ انتصاراتِهِ..
صاحبي عربيٌّ منَ الشامِ
تزهو بِهِ لغةُ الضادِ
وَهْوَ يحاورُ عصراً جديداً بها
حاملاً في تألُّقِهِ هَمَّ أمّتِهِ
وشجونَ حضارتِها.
وَهْوَ في السِّرِّ يبكي
ويكتبُ (مرثيّةَ العربيِّ)
الذي باعَ وحدتَهُ
باعَ تاريخَهُ والجذورْ.

* * *
"أنتخبُ الوردةَ وأبني عليها مملكتي..
أفتحُ كُوَىً في السنبلةِ وأطلُّ منها على الموتِ
وأقرأُ الرّاياتِ المسافرةِ في غيمةٍ فوقَ حدودي
أخلقُ اللُّغةَ بالصمتِ،
وأنفذُ إلى فَجْرِ الكلماتِ الجديدةِ..
اللُّغةُ الجديدةُ كالنهرِ
تطرى على شفتيَّ مثلَ البَرَدِ، مثلَ الزئبقِ، مثلَ الدَّمِ.
أفصِلُ بينَ الحرفِ والحرفِ، بينَ الكلمةِ والكلمةِ،
أقلبُ الجُمَلُ كالرؤوسِ
أتركها بلا بناءٍ، مبعثرةً مثلَ طاباتِ التِّنِسِ.
أخلقُ العلاقاتِ الجديدةَ، العالمَ الجديدَ، الأشياءَ الجديدةَ،
وأتغرَّبُ بينَها جرساً أبيضَ كالميلادِ
لعلَّها أنْ تفيضَ كالأنهارِ البيضاءِ في الرؤوسِ الرّاكدةِ،
في الصورِ المتخشّبَةِ لعالمٍ يتناسلُ في الدَّمِ كالحبالْ".

(بكائيّات من مراثي أرميا)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى