[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

زيد مطيع دماج

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - زيد مطيع دماج

المدينةُ شاحبةٌ
والمآذنُ والكلماتُ،
القرى لا تكفُّ عنِ النوحِ..
ماذا جرى؟
هل قضى نحبَهُ زيدُ؟
هل غاضَ ماءُ البراءةِ
وانتحرتْ في الحقولِ الفَراشاتُ
حزناً عليهِ؟
أبشِّرُكم - قالَ صاحبُنا -
زيدُ يولدُ في موتِهِ
ويشقُّ طريقاً إلى الخُلْدِ،
أبطالُ أعمالِهِ يمرحونَ
ويحتشدونَ هناكَ
انتظاراً لعودتِهِ
منْ رحابِ الزَّمانِ الجميلْ.

* * *
"ألقى التحيةَ على الجميعِ، وجلسَ في مواجهتِهِ، وبدأ الحديثَ مباشرةً وهوَ ينظرُ إليَّ:
- كلُّهم مجاملونَ إلى درجةِ المبالغةِ في قضايا منطقيّةٍ لا تحتاجُ إلى تأويلٍ.. كلُّهم ضدَّ الديمقراطيةِ ومعَ الديكتاتوريةِ والإرهابِ الفكريِّ، يحلمونَ بمستبدٍّ عادلٍ وسفّاحٍ يوحّدُ الوطنَ بالدِّماءِ وليسَ بالديمقراطية!
نظرَ إليّ مليّاً ليجدَني عابساً متألمّاً لكلامِهِ العدوانيِّ، هذا الذي باشرَ مجلسَنا بِهِ بدايةَ مقيلِنا، والكلُّ منهمكٌ وبيدِهِ راديو صغيرٌ نستمعُ أخبارَ الأزمَة.
البعضُ ردُّوا عليهِ بهدوءٍ، والبعضُ الآخرُ بتوتّرٍ أكثرَ منهُ وبعضُهم بقليلٍ منَ القسوةِ.. أما أنا فتذكَّرْتُ حديثَ البنتِ (بشرى) لي بالهاتفِ فلزمتُ الصمتَ ولم أتكلّمْ طوالَ المقيلِ مطلقاً.
***
مرَّتِ الأيامُ.. أصبحنا في مقيلِنا نفتقدُ الرأيَ الآخرَ، وأصبحَ كلامُنا معاداً ومكرَّراً.. فقدناهُ فعلاً، فقدْنا عنادَهُ، صياحَهُ، فقدْنا إثارتَهُ لنا. كانَ يخلقُ في مقيلِنا الجدلَ ويثيرُ انفعالاتِنا. قد يكونُ مخطئاً وهذا لا شكَّ فيهِ؛ لكنّهُ صادقُ السَّريرةِ وهذا لا شكَّ فيهِ أيضاً، قد نضيقُ بِهِ إذا حضرَ؛ لكنّنا نفتقدُهُ إذا لم يحضرْ أيضاً... ".

من مجموعة (المدفع الأصفر)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى