[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

شوقي بزيع

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - شوقي بزيع

قالَ لبنانُ ذاتَ مساءٍ
على مشهدٍ منْ شيوخِ القبيلةِ:
نَصَّبْتُهُ فارساً وأميراً
وأعطيتُهُ كلَّ ما ينقصُ الشِّعْرَ منْ خُيَلاءٍ
وأسكنْتُهُ هالةً منْ ضياءِ الكلامِ
وقلتُ لَهُ: كنْ كما شئتَ
واقبضْ على صولجانِ اللُّغاتِ
ولا تغلقِ البابَ في وجهِ حسّادِكَ النادمينَ
فإني رَقَيْتُكَ بالشعرِ
منْ كلِّ ذي حسدٍ
ب (بالرَّحيلِ إلى شمسِ يثربَ)
لا تخشَ (قمصانَ يوسفَ)
واغسلْ بماءِ الكلامِ جبينَكَ يا ولدي.

* * *
"تترامى شمسُها الخضراءُ عنْ بعدٍ
وتنأى في الدُّخانْ
أبداً يرتَدُّ عنْ أبراجِها الطرفُ
ويعلو جذعَها المكسوَّ بالحسرةِ
صمغُ الهذيانْ
شاخصاً في فرجةِ القلبِ
إلى فُوَّهةِ البئرِ التي تغسلُ بالأهدابِ
أقدامَ بُخارَى
قلتُ للطفلِ الذي فيَّ:
انتظرني ربما أبلغُ في خاتمةِ الرِّحلةِ
ما لم تطأِ الأحلامُ منْ قبلُ
ولم تَمْسَسْ يدانْ
وتوغَّلْتُ بعيداً
في السَّماواتِ التي تفصلُني
عنْ برقِها الخائرِ
صادَقْتُ مفازاتٍ وودياناً
وصادَقْتُ بقايا أنهرٍ
أخمدَها الوقتُ
ولم يأخذْ بأيديها إلى برِّ الأمانْ".

(فراديس الوحشة)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى