[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

إبراهيم الجرادي

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - إبراهيم الجرادي

والتقينا على البعدِ
في موكبٍ منْ بهاءِ القصيدةِ
ثمَّ التقينا على القربِ..
ما أروعَ الشعرَ حينَ يكونُ
التواصلَ جسرَ المحبّةِ
بينَ البعيدِ وبينَ القريبِ.
أسِحْرٌ هوُ الشعرُ أم مطرٌ
يشجبُ الصمتَ يمحو المسافاتِ؟!
أسألُ في حيرةٍ يا (خليلُ) :
لماذا، إذنْ يهربُ الشعراءُ منَ الصمتِ
يرتجلونَ البحارَ وأسواقَهم،
ويقيمونَ بالكلماتِ جسورَ الصداقةِ
بينَ السحابةِ والماءِ
بينَ الحصى والتعاويذِ
بينَ مراعي الطفولةِ والوَقْتْ؟

* * *
"تقولُ خاتمةُ الجنونِ:
صدقَ هذا الحبُّ العظيمُ،
وتبارَكَ هذا الشَّعْرُ اللَّيليُّ
غابةٌ للزعترِ البَرِّيِّ، والأيائلِ، والنخلِ العربيِّ
فادخلْ جنَّتَكَ وابسطْ يدَكَ كلَّ البسطِ
فلنْ تقعدَ ملوماً محسوراً..
واكتمْ سِرَّكَ عنِ الحجارةِ، والناسِ،
والحرسِ المنتشرِ كالوباءِ،
وتمتَّعْ بالطيِّباتِ وتفيَّأْ كالوعلِ ظلَّ الرُّمّانِ
ولا تكثرْ منَ الخمرِ والشرابِ،
ولا تكثرْ منَ الأصحابِ
وعندَها وحدَها اترُكْ مفاتيحَكَ..
ولها وحدَها خَبِّئْ صنيعَكَ وعصافيرَكَ..
لا وقتَ للزيارةِ، ولا وقتَ لشربِ الماءِ
ولا وقتَ للسلامِ على صديقٍ عابرٍ
ولا وقتَ للتفكيرِ في التفكيرِ..
إنهُ الماءُ يغرقُ في الماءْ".

(ريبورتاجات شعرية)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى