[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

محمد عبد السلام منصور

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - محمد عبد السلام منصور

كانَ يخشى منَ الشعرِ
يهربُ منْ وجعِ الكلماتِ
إذا ما أتتْهُ القصيدةُ
أغلقَ أبوابَهُ دونَها
بيدَ أنَّ القصيدةَ ظلَّتْ تطاردُهُ
وتحاصرُهُ بهديرِ الحروفِ
فأيقنَ ألاّ مفرَّ منَ الشعرِ
ألاّ مفرَّ منَ الاحتراقِ،
فدبَّتْ خطاهُ على الدربِ صاعدَةً..
في (الهزيمِ الأخيرِ منَ الوقتِ)
أطلقَ للكلماتِ عنانَ الخيالِ
وأودَعَها سِرَّ أوجاعِهِ
وبُكاهُ على الأرضِ والناسِ..
يا صاحبي هكذا كنتُ أرجو لقاءَكَ
في زمنِ الشعرِ،
والسيرِ في رُدُهاتِ النجومْ.

* * *
"عَلِّمْ حصى الرُّوحِ
منْ صحراءِ غربتِها
وارْسُمْ يماماتِها
وافرِدْ عليها بهاءَ الدمعِ
أجنحةً
وطرْ إلينا غداةَ الحزنُ يشتعلُ
الماءُ في النبعِ محبوسٌ
أتذكُرُهُ
عيناً بها يسكبُ الباكونَ أنفسَهم
شوقاً؛ فتسكِرُهم حبّاً
وتنهملُ؟
حتى الحصى وَهْوَ معزولٌ بحرقتِهِ،
لو نازحٌ تشتكي عيناهُ منْ ظمأٍ
ترقرَقُ الماءُ في قلبِ الحصى
وجرى،
فاخْضَلَّتِ الظامئاتُ:
الرملُ والمقلُ".

(من تجلّيات حيِّ بن يقظان)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى