[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

شوقي شفيق

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - شوقي شفيق

صاحبي يعشقُ البحرَ
والبحرُ يعشقُ ماءَ قصائدِهِ،
كلَّما هطلَ الضوءُ في شاطئِ الكلماتِ
استفاقَ ليصطادَ أمواجَها،
ويغامرَ نحوَ العميقِ.. العميقِ،
وأدركَهُ شغفٌ بالكتابةِ..
يا أيها الشاعرُ المتعمِّدُ بالبحرِ،
طوبى لَكَ البحرُ والشعرُ
طوبى لنا منكَ هذا الغناءُ الشجيُّ
وهذا الغمامُ الشفيفُ
على جسدِ الكلماتِ
وماءِ العناقيدِ
يورقُ في دالياتِ القصيدةْ.

* * *
"تركتْكَ ملتاذاً بدهشتِكَ الأسيرةِ واختفتْ،
هيَ لم تقلْ لكَ ما اسْمُها.
لكنّها ذهبتْ
لتوقدَ فيكَ مسرجةَ الحرائقِ عنوةً
وجلستَ تقضمُ
ما تبقَّى منْ خلايا الارتباكْ.
تركتْكَ ملتهباً كأعنفِ ما تكونُ النارُ،
وانصرفتْ تعالجُ وقتَها المفتوحَ في ألقِ المساءْ.
هيَ لم تعدْكَ بملتقىً
لكنّها انتهبتْ عليكَ مسافةَ الوَجْدِ القصيِّ،
وأغلقتْ خُلْجانَها.
مدّتْ إليكَ أصابعاً عطرِيّةً،
ومددْتَ قلبَكَ كي تنامَ على مساحتِهِ،
فردّتْ قلبَكَ الملتاعَ،
واختبأتْ مخلِّفةً شتاءً في سماكْ.
تركتْكَ وانصرفَتْ
فكُفَّ عنِ ارتباكِكَ.. واتَّئِدْ
كيلا زمانٌ آخرٌ يمضي عليكَ
وأنتَ تبحثُ في الخليقةِ
عنْ مسارِ الطيفْ..
تركتْكَ وانصرفتْ".

(الأرض في بهارات هاويتي)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى