[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

سيف الرَّحبي

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - سيف الرَّحبي

الشفيفُ إذا ما حكى
والكتومُ إذا ما بكى
يسكنُ الشعرَ
والشعرُ يسكنُهُ
تستريحُ القصيدةُ بينَ أصابعِهِ
بعدَ أنْ يكتبَ القلبُ
نيرانَها،
وعلى هيئةِ السِّنْدبادِ
تجيءُ محمّلَةً بعطورِ الجنوبِ
ورائحةِ الصندلِ الاستوائيِّ،
بحّارةٌ يضحكونَ
وبحّارةٌ يغرقونَ
وأسرابُ طيرِ الغيابِ
تحومُ على شاطئٍ هجرتْهُ الذئابُ
وأسئلةٌ كالقواربِ ظمأى:
متى يرجعونَ؟
متى يرجعونْ؟

* * *
"الصرخةُ الغائرةُ في أحشائي
كحيوانٍ مطمورٍ في كهفٍ
تتجوَّلُ بينَ النائمينَ معَ جندِها الغرباءِ،
وتجبرُهم على المضيِّ معَها نحوَ أقاصٍ مجهولةٍ.
هذه الصَّرخةُ..
القادمةُ منْ عهودِ الفيضاناتِ الكبرى
دليلُ أسفاري الوحيدُ، امرأتي المدلَّلَةُ..
أحياناً أراها تخاتلُ الضباعَ في سريري
وتنامُ وديعةً
بينَ ذراعيَّ الهادئتينِ بفعلِ المخدِّرِ،
وأحياناً تسقطُ فوقَ الذُّرا البعيدةِ منتحبةً
مثلَ أرملةِ العصورِ..
لكنْ في هذه الليلةِ التي هجرتْني فيها
أرى في الطرفِ الأقصى منَ الغابةِ
نمرةً جريحةً ترمقُني بإعجابْ".

(سكّين واحدة لا تكفي لذبح عصفور)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى