[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

رومانتيكيّات

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - رومانتيكيّات

- 1 -
ألَمَحْتَ في الأفقِ الذي يدنو إليكَ
الغيمَ أخضرَ،
يرتدي أشواقَهُ
للنسوةِ اللائي نزلْنَ،
ليستحمَّ بمائهنَّ النهرُ،
يشربَ منْ جمالِ عيونهنَّ السِّحْرُ
والأقداحُ تقتاتُ ارتعاشاً
هائجاً..
عذبٌ هوَ الرَّجَفانُ
حينَ تمدُّ نارَ أصابعِ الذِّكرى
وترتعشُ الحجارةْ.

- 2 -
أشتاقُ مثلَ الغيمِ
مثلَ النهرِ،
للدِّفْءِ الذي يأتي كموسيقى
منَ اللاّئي يراودُهنَّ
صيفٌ دائمٌ كالعطرِ..
كانَ العشقُ - منذُ المهدِ -
يصحبُني،
يهدهدُ نارَ أشواقي
ويرسمُ لي طريقَ الحبِّ بالألوانِ
بالكلماتِ،

لكنَّ الجمالَ أعادني طفلاً
وأغلقَ دونيَ الأبوابَ
والأبوابُ خانتني..
وقالتْ للبعيدِ وقد جفاني:
"هَيْتَ لَكْ".

- 3 -
في اللَّيلِ،
حينَ تئنُّ أسئلتي
ويخرجُ منْ عباءةِ صمتِهِ شوقي
أراكِ وقد فرشتِ نوافذَ الأحلامِ
بالأهدابِ،
وانسكبَتْ عطورٌ في الحدائقِ،
هلْ أتيتِ؟
وهلْ أقولُ لإخوتي:
لا تدفنوا في الجبِّ أحلامي،
ولستُ أريدُ مُلْكَ النِّيْلِ
أو عرشَ الشَّآمْ؟

- 4 -
يا طفلتي يصطادُنا الإسفلتُ
تنكسرُ الأباريقُ
التي خبّأتُ فيها ما تبقَّى
منْ صِبانا المورقِ المفتونِ..
هلْ في الكأسِ منْ عينيكِ
أسئلةٌ؟
وهلْ في الشارعِ المبتلِّ بالأشجانِ
منْ أخبارِنا حرفٌ،
وفي الطرقاتِ صوتٌ؟
هلْ أفاضتْ وردةٌ عنْ حبِّنا الذّاوي؟
وهلْ سمعتْ بمصرعِهِ البلابلُ
والحمامْ؟

- 5 -
خانتْ مواعيدُ الهوى سفني،
فكنتُ كما أنا
جسدي يقولُ لها:
اخْرُجي منْ قلبي المحزونِ
منْ شِعْري
ومنْ لغتي
ومنْ رئتي،
يقولُ لها: اخْرُجي منْ ماءِ أجفاني
ومنْ ثوراتِ أشجاني،
ألا فلتخرُجي منْ نارِ أغنيتي
ومنْ جسدِ الكلامْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى