[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

أسئلة.. ومرايا

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - أسئلة.. ومرايا

- 1 -
هلْ أخطأتُ طريقي
حينَ اخترتُ الحرفَ
فضاءً وجناحا؟
أُطلقُ قلبي في ملكوتِ الذِّكرى،
أبحثُ في نَفَقٍ لا ضوءَ بِهِ
عنْ برقٍ مسجونٍ
يرسمُ للَّيلِ صباحا،
هلْ أخطأتُ طريقي
فانسكبَ الحرفُ على دربي
شوكاً وجراحا؟!

- 2 -
يا أمّي..
كنتُ جنيناً في جوفِ الوَرْدِ
وكانَ الوردُ جنيناً في جوفِ الماءِ
وكانَ الماءُ جنيناً في جوفِ الرَّعْدْ،
كيفَ تخلَّى عني الوَرْدُ
تخلَّى جسدي عنْ روحي؟
كيفَ تخلَّى الماءُ عنِ الماءِ،
الرَّعْدِ - الوعدْ؟!

- 3 -
تحملني الرّيحُ على أطرافِ أصابعِها
ويواريني اللَّيلُ على أطرافِ أصابعِهِ،
وكبوذيٍّ
يتسوّلُ لغةً منْ تابعِهِ،
أتعثّرُ
أغفو
أشكو،
فَيُلَبِّيني صمتي بمواجعِهِ،
وينامُ على صدري كلَّ مساءْ.

- 4 -
دثَّرَني صمتي بلحافٍ منْ ماءِ الكلماتِ
وأخْفى رأسي تحتَ سحابتِهِ
لم أندمْ،
عانقتُ الصمتَ
وأيقظتُ حروفي
وطقوسَ شجوني فيهِ،
وأطلقتُ لأجفاني ماءَ الحزنِ
وغيمَ الحسراتْ.

- 5 -
نصفُ بلادٍ لا تكفي
نصفُ صباحٍ لا يكفي
نصفُ صديقٍ لا يكفي،
ويخاتلُني فرحٌ ينشرُ ضوءاً مكسوراً
فوقَ مسائي
أيّةُ أشباحٍ تسرقُ نصفي؟
أيُّ غرابٍ يصطادُ إذا جاءَ اللَّيلُ
غنائي؟

- 6 -
عيناكِ غدي
عيناكِ ظِلالٌ ترقصُ
فوقَ بقايا جسدي..
يا واحةَ ضوءٍ
بضفائرِها تَنْهلْ،
وتغسلُ قمصانَ الخوفِ،
تبلِّلُ بالذّكرى كبدي..
عيناكِ غدي.

- 7 -
يتخلّى عني الأصحابُ
فأهجرُهم،
وأرى في الشمسِ
وفي الشجرِ الأخضرِ،
في الوردِ ملايينَ الأصحابْ.
يهجرُني الشعرُ
فأشعرُ أنَّ حدائقَ روحي
معتمةٌ،
وجدارَ القلبِ بلا نافذةٍ
أو بابْ.

……………………
……………………
يتخلّى عني السُّلطانُ
فتخضَرُّ الرُّوحُ بوديانٍ منْ وردٍ
ورياحينْ،
وأرى قفصاً يتهاوَى
وقيوداً حولي تتساقطُ،
وأفرُّ كعصفورٍ يتشوَّقُ للشمسِ
وللنَّسَماتِ،
وتفلتُ روحي منْ جثثٍ
ووجوهٍ كالأحذيةِ الملقاةِ
على العَتَباتْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى