[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

في انتظار الذي يأتي

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - في انتظار الذي يأتي

كمطرٍ نظيفٍ هاطلٍ منَ السّماءِ
بعدَما ارتوى
واغتسلتْ أطرافُهُ في زرقةِ اللَّونِ
وفي طقسٍ منَ الضوءِ،
أتيتَ الأرضَ مورقَ الدَّلالاتِ
غنيَّ القلبِ
حاملاً للناسِ أفراحاً،
وحاصداً سلالاً منْ ثمارِ الحبِّ
خبزاً منْ حقولِ الرُّوحِ..
يا هذا اقتربْ
ضَعْ قدميكَ فوقَ شوكِ الأرضِ
تختَفِ الأشواكُ
ضَعْهُما فوقَ مواقعِ الفتنةِ تنتهي
ويخرُجُ الإنسانُ
مترعاً بعطرِهِ الجميلْ.

* * *
ومثلَ موسيقى الندى
اهْبِطْ يا حبيبَ الأرضِ
لا تخشَ الدُّخانَ،
لم يكنْ سوى رمادِ المؤمنينَ
احترقتْ أنفاسُهم حزناً
وأشواقاً لساعةِ الرُّؤْيا،
يا حُلُمَ العصرِ
ويا ضميرَ الصوتِ،
هذه خيولُنا مسرجَةٌ في البابِ،
شابتِ الأجيالُ والجبالُ،
واضْمَحَلَّ الصبرُ وَهْيَ في انتظارِهِ:
إشارةً صاعدةً
أو ومضةً منْ بَرْقْ.

* * *
يا صاحبَ الزَّمانْ
انكسرَ الوقتُ
وضاقَ صدرُ الأرضِ،
لا مكانَ للعدلِ
ولا للحبِّ،
لا مكانَ للإنسانْ
اخْرُجْ إلينا منْ أعالي الرُّوحِ
إنَّ الأرضَ غابةٌ للقتلِ
غابةٌ للزمنِ الوحشيِّ،
فلتكنْ لنا،
للأرضِ ضوءاً خالصاً
يحملُ منْ أقاصي القلبِ نجمةً
ووردةً..
لعلَّها
لعلَّ الأرضَ.. أرضَنا
تغفو هنيهةً على ذراعِ اللهِ في أمانْ.

* * *
يا قلبُ..
سبحانَ الذي أسرى بضوئِهِ
بصوتِهِ،
ومنْ أعادَ للأعمى جناحَ عينيهِ
وللكسيحِ ماءَ القدمينِ،
سبحانَ الذي أعادَ للأنهارِ ماءَها
وللأشجارِ ظلَّها..
منْ أرجعَ الغريبَ بعدَ ألفِ عامْ
وأخرجَ النهارَ منْ عباءةِ الظلامْ
سبحانَهُ
سبحانَهُ،
منهُ لنا، لهُ السّلامْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى