[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة

-1-
هطلَتْ على دميَ القصيدةُ
ذاتَ صبحٍ هادئٍ،
كانتْ هيَ الغيمَ الوحيدَ
على جدارِ اليومِ،
كانَ الأفْقُ أبهى
منْ جبينِ حبيبةٍ ضَحِكتْ..
دنتْ مني - القصيدةُ -
في ثيابِ الصبحِ،
ألقتْ صمتَها في ماءِ وجهي،
فاغتسلْتُ بعطرِها
ومشيْتُ مزهوّاً،
كأني أرتقي معراجَ
هذا الشعرِ وحدي
لا ينازعُني أحدْ.

- 2 -
هطلَتْ على القلبِ القصيدةُ
كانَ مسكوناً بحزنٍ
في اتّساعِ الأرضِ،
مشحوناً بضوضاءِ البلادِ
وخوفِها..
لكنّها اقتربتْ،
وألقتْ ماءَ معناها
على جرحِ العبارةِ،
فاستعادَ الحائطُ المكسورُ
وحدتَهُ،
وطارتْ في شراييني
وطابَ لها العروجُ،
وأدركَتْ زمنَ الخروجْ.

- 3 -
هطلَتْ على جفني القصيدةُ
في صباحٍ هادئٍ،
كانت طيورُ الخوفِ
تنقرُ صحوَ نافذتي،
وماءُ الحزنِ يهطلُ..
بيدَ أنَّ ندى القصيدةِ
كانَ أكبرَ،
ماءَ أحزاني توارى خلفَ أطيافٍ
منَ الكلماتِ،
أقصى صحوَهُ لشفيفِ أحلامٍ،
وأشجارٍ منَ السلوانِ..
ماذا بعدُ تنتظرُ القصيدةْ؟

- 4 -
هطلتْ على الورقِ القصيدةُ
بعدَ أنْ ألقتْ ثيابَ الرِّعشةِ الأولى
تعرَّتْ في الهواءِ الطَّلْقِ
عانقَها بياضٌ عاشقٌ
وأناملٌ منْ فضّةٍ كالصبحِ،
كم عمرٍ لها في عالَمِ الكلماتِ
قبلَ صعودِها وتراً يَرِنُّ
طليقةً جَذْلَى..
هنا تتشكَّلُ الأحلامُ
والمدنُ الطريّةُ في القصائدِ..
هلْ تشكَّلَتِ القصيدةْ؟

- 5 -
هطلتْ على الناسِ القصيدةُ
بعد صمتٍ باذخٍ،
خرجتْ إلى اللاّوقتِ،
أصبحَ وقتُها كلَّ النهارِ إذا أرادَ الناسُ
أو كلَّ المساءِ إذا أرادوا،
لكنّها اصطدمَتْ بأوَّلِ قارئٍ
يشتاقُ قبلَ الشعرِ
للثوبِ النظيفْ
عبثاً تحاولُ أنْ تكونَ قصيدةً
في عالمٍ أعمى،
يجوعُ إلى رؤى المعنى
ويحلُمُ بالرغيفْ!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى