[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

ثلاث قصائد للشعر

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - ثلاث قصائد للشعر

1- سؤال:
ينحني القلبُ للشعرِ
للكلماتِ البهيّةِ
منْ شرفةِ الله تأتي المعاني
على قَدْرِ أوجاعِنا،
تَتَنَزَّلُ ساخنةً
فيهيمُ بها الشعراءُ
وتخطفُها في البراري
أصابعُهم،
فتذوبُ اشتياقاً إلى اللهِ
والشعرِ،
تنهضُ فيها عناقيدُ أحزانِنا
واللُّغاتُ الدَّفيئةُ ماءً لمعراجِ أرواحِنا
وندىً،
ومواقيتَ خضراءَ..
يا بشراً لا قلوبَ لهم..
كيفَ ينسكبُ الضوءُُ؟
منْ أيِّ منعرجٍ يدخلُ الحُلْمُ،
أو نافذةْ؟

2- انتظار:
صاحبي شاعرٌ
يتصيّدُهُ البحرُ كلَّ صباحٍ،
ويتركُهُ شاردَ الرُّوحِ
يستوقدُ الصمتَ
يستنطقُ الكائناتِ
بعينينِ في صدرِهِ نصفِ مغمضتينِ
انتظاراً لها،
للقصيدةِ ساعةَ تهبطُ منْ عَرْشِها
تستحمُّ فيصرعُها البحرُ
يلقي بها المدُّ عاريةً بينَ كفّيهِ..
لكنّه - صاحبي -
يتلقَّفُها بذراعينِ
لا يخشيانِ منَ الجمرِ،
لا يرهبانِ اشتعالاتِها..
وَهْوَ في غالبِ الوقتِ،
يرجعُ منكسرَ الرُّوحِ
خاليةً منْ ندى الكلماتِ
أصابعُهُ،
تتأبّطُ خيبتُهُ سمكاً ميّتاً
وَمَحاراً..
وشيءٌ منَ الملحِ في روحِهِ
وعلى شفتيهْ.

3- القصيدة:
إنها تمطرُ الآنَ
كلُّ الشوارعِ خاليةٌ
والحدائقُ،
لا أحدٌ..
الطيورُ الأليفةُ عادتْ لأعشاشِها
وظلالٌ منَ الضوءِ شاحبةٌ
كبقايا القناديلِ
تدخلُ عبرَ أثيرِ النوافذِ،
هسهسةُ الماءِ تحتَ المزاريبِ
لا همسةٌ في الفضاءِ،
كأنَّ الخليقةَ غائبةٌ
أو طواها الكَرَى،
فجأةً يهطلُ الضوءُ
تخرجُ منْ خِدْرِها الشمسُ
مبتلَّةً بالمعاني جدائلُها،
وهناكَ يرى القلبُ ما يشتهيهِ
يرى في ارتعاشِ الندى
والحصى
زمناً مورقاً بالقصيدةْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى