[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

ثلاث قصائد

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - ثلاث قصائد

1- امتنان:
شكراً
لأنَّ الصبحَ يمنحُنا التفاؤلَ
في غدٍ أحلى،
وأنَّ الضوءَ يمنحُنا الأمانْ،
شكراً
لأنَّ الشمسَ تغسلُنا
وتمسحُ عنْ وجوهِ الناسِ
أعشابَ الكآبةِ
والهوانْ،
شكراً
لأنَّ اليومَ يمضي
دونَ أنْ تبكي حجارتُهُ
ويلفظَنا الزَّمانْ.
شكراً
لأنَّ الحقدَ يشوي نفسَهُ
في موقدِ الكلماتِ،
يهبطُ في سراديبٍ معتّقَةِ الدِّنانْ،
شكراً
لأنَّ الفجرَ يخرجُ منْ سماءِ اللهِ
لا يأتي بأمرٍ منْ مليكٍ
أو رئيسٍ،
لا.. ولا يخشى عيونَ الصولجانْ.
شكراً
لأنَّ الحبَّ هذا الرّائعَ الولهانَ
يهطلُ منْ فضاءٍ غامضٍ
وتطلُّ إشراقاتُهُ
منْ لا مكانْ.
شكراً
لأنَّ اللَّيلَ عنْ غدِنا يُوارينا
يمدُّ عباءةً سوداءَ فوقَ الأرضِ
نازفةَ الدُّخانْ.
شكراً
لأنَّ الموتَ يدعونا إلى مثواهُ
يحملُنا على أكتافِهِ الخضراءِ
في غيمِ الحنانْ.
شكراً
لأنَّ الرَّبَّ يدركُ ما تخبِّئُهُ الموائدُ
والجرائدُ
ما يخبِّئُهُ اللِّسانْ.

2- شتائيّة:
تفيضُ الشوارعُ بالخوفِ
والبَرْدِ
بالأنقياءِ،
وبالأغبياءِ
وبالكلماتِ التي هجرتْها المعاني،
بماءِ الإشاراتِ خضراءَ
صفراءَ، حَمْرا...
إلى أينَ يمضي بكَ الحزنُ
ما زال بينكَ والصَّيفِ
عمرٌ مديدٌ منَ الخوفِ
عمرٌ منَ الكَمَدِ الذهبيِّ؟
الحدائقُ موصدةٌ
والقلوبُ
تلاوينُ شاردةٌ للغيومِ الخجولةِ،
لا تسمحُ الأرضُ أنْ يحتويها الهطولْ.
وتفيضُ الشوارعُ بالجوعِ
والقاطراتِ،
برائحةٍ مُرَّةٍ
ووجوهٍ تفتِّشُ عنْ ظلِّها في الترابِ،
وعنْ جَرَسٍ عالقٍ بالفضاءِ
وعنْ فتيةٍ أشعلوا شمعةً في الهواءِ،
وعنْ شارعٍ نائمٍ لا يرانا.

3- سؤا ل:
ثَمَّةَ مَنْ يصعدُ معراجَ اللَّيلِ
إلى شمسٍ ساطعةٍ،
مَنْ يكتبُ أغنيةً
في مدحِ الضوءِ الذّابلِ،
مَنْ يشعلُ صمتَ أصابعِهِ
ويغني للقتلى فوقَ الإسفلتِ،
ثَمَّةَ منْ يهبطُ،
يتوارى..
يعزف أغنيةً للموتى
يتلو أذكارَ العتمةِ منفرداً..
ما بينَ الصّاعدِ والهابطْ
تقفُ الأرضُ على رجليها
ضاحكةً حيناً
باكيةً حيناً،
فمتى يورقْ جسدي
أجنحةً
ليطيرَ بعيداً عنْ زَبَدِ السطحِ
وصمتِ القاعْ؟!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى