[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

وجه البراءة النائم

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - وجه البراءة النائم

شامخاً كنتَ
قامةُ روحِكَ لا تعرفُ الانحناءَ،
تجيءُ الغيومُ
وتذهبُ،
تأتي العواصفُ حاقدةً
ثمَّ تذهبُ..
بالأمسِ أغمضتَ عينيكَ
غافلْتَ أحبابَكَ الطيّبينَ
ونمتَ،
لماذا
وما زالَ جيلٌ جديدٌ
إلى ماءِ عصرِكَ يزحفُ،
يشتاقُ تعويذةً
منْ مرايا يديكْ؟

* * *
سيّدي
نائمٌ أنتَ في حجرةٍ
تشبهُ الوطنَ - الأمَّ
مغسولةٍ بالدُّموعِ،
الندى يتناثرُ
والضوءُ،
عطرُكَ يملأُها
وتزيِّنُ جدرانَها كلماتُكَ:
"روحي فِدى وطني".
في الميادينِ
ترقدُ - كالجثثِ - الظُّلماتُ،
ويستيقظُ الشُّهَداءُ
وقد حملوا حزنَهم والنجومَ،
وهم في الطريقِ إليكَ
ليستقبلوكَ غداً في رحابِ الإلهْ.

* * *
سيّدي نَمْ،
فإنَّ المدينةَ نائمةٌ والحديقةَ..
لا صوتَ في جسدِ اللَّيلِ
كلُّ النوافذِ نائمةٌ؛
وحدَهُ الحزنُ مستيقظٌ،
يجلسُ الشعراءُ إليهِ
وقد حملوا صمتَهم في نزيفٍ طويلٍ
تشظَّتْ قصائدُهم،
هبطتْ لتجوبَ الأزقَّةَ،
تلهثَ باحثةً
عنْ دمِ الذّاكرةْ.

* * *
سيّدي..
نامَ وجهُ البراءةِ عذباً
نقيّاً
غداةَ رحلتَ،
وشاخَ القرنفلُ في شارعِ الذِّكرياتِ
تهشَّمَ "وا حَرّ قلباهُ"..
ماذا تبقَّى منَ الوردِ في الكلماتِ،
منَ الضوءِ في الحدقاتِ؟
ومنْ يمنحُ الصبحَ بسمتَهُ
والمساءَ تحيّتَهُ؟
منْ يوزِّعُ بينَ تلاميذِكَ البركاتْ؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى