[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

نزيف الرُّوح

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - نزيف الرُّوح

النجومُ انكسرتْ
وانطفأتْ..
لم يعدْ في الأفْقِ منْ ضوءٍ،
ولا منْ ضحكةٍ في الأرضِ؛
فاخرجْ يا صديقَ الرُّوحِ
غادرْ مسرعاً..
فالكفنُ اللَّيلُ
وأوجاعُ الظنونْ.
أيّها الرّاحلُ في فجرٍ منَ العمرِ
وفي صحوٍ منَ الأيّامِ،
ساعدْني على أنْ أقهرَ المحنةَ
أن أسترجعَ الأسئلةَ الحيرى،
وأرثي وطناً جَفَّ
وأدمتْ قلبَهُ الباكي
الدَّواهي والسنونْ.
لا تقلْ ماتَ دمي
لكَ أنْ تخرجَ منْ نعشِكَ
منْ قبرِكَ بعضَ الوقتِ،
أنْ تقرأَ ما أبدعَهُ موتُكَ منْ حزنٍ
وأنْ تستأذنَ (الرَّحمنَ)
في يومِ وداعٍ لمحبِّيكَ
لئلاّ يعتري الخلقَ الجنونْ!
لكَ يا أحمدُ أنْ ترتاحَ في عالَمِكَ العُلْويِّ،
أنْ تتركَنا لليأسِ
للفوضى،
وأنْ توقفَ منْ هذا النَّزيفِ المرِّ..
نجماً كنتَ
تختالُ بكَ الأيّامُ
تزهو الأرضُ،
يختالُ بكَ الوردُ إذا تُبصِرُ
والنهرُ إذا تعبرُ،
والشعبُ الحنونْ.
يا أخي في الحزنِ والأحلامِ،
في الشوقِ إلى...
مدنٍ أحلى
وعصرٍ طالعٍ منْ عالَمِ الحبِّ
وضوءِ اللهِ،
لا تسرعْ إلى مثواكَ في جنّتِهِ
ما زالَ حُلْمُ الأرضِ
والأجنحةُ الغرقى على جبهتِهِ
ترنو
وتخضرُّ مُروجٌ وشجونْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى