[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

ثلاث رسائل

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - ثلاث رسائل

الرسالة الأولى:
إلى متى تصرخُ في البيدِ ولا أحدْ،
في غابةِ الأسمنتِ،
في شوارعِ الكلامِ حيثُ لا أحدْ؟
إلى متى يا أيّها الجميلُ
هذا آخرُ العامِ
وهذا شجرُ الميلادِ ذابلٌ
نازفةٌ أحلامُهُ
بادي الشَّجا،
ولا جديدَ يسندُ الحرفَ ولا أجَدْ؟
وأنتَ حاملٌ مصباحَكَ اللَّيليَّ
باحثاً عنْ عسلِ الرُّوحِ،
وشَعْرُكَ الأبيضُ
ثلجُ الزمنِ اليابسِ
يستوي منهمراً على جبينٍ ناصعٍ،
لا ينحني للقصفِ
لم يزلْ نقيّاً شامخاً،
يقطفُ للأطفالِ منْ ثمارِ الشمسِ تفّاحاً
ومنْ بساتينِ اللُّغاتِ زيتوناً
ومنْ عيونِ الأمّهاتِ،
منْ صدورِهِنَّ ورداً وندىً،
تعويذةً منَ الحسدْ.

الرسالة الثانية:
تأخّرَ المطرْ
يا شاعري تأخّرَ المطرْ،
تمرَّدَ الترابُ في حقولِنا
وجفَّ في فمِ العصفورِ صوتُ النايِ،
واشتكى الحجرْ
هلْ يرضعُ النفطُ دمَ الأطفالْ؟
الذهبُ الذي تراكمَتْ أكوامُهُ
ماذا يقولُ للأطفالْ؟
إنْ خسروا أحلامَهم
وإنْ نأتْ عنْ أفْقِهم
- في الزمنِ الحامضِ -
قطرةُ المطرْ
وإنْ جفاهم أخضرُ الكلامْ..
منْ يشتري لي غيمةً؟
- يقولُ الطفلُ -
منْ يحملُني على جناحِ كلمةٍ
إلى زمانِ الحبِّ والأحلامْ؟
كلُّ الفراشاتِ التي أحببْتُ
هاجرَتْ
وسكنَتْ هناكَ عندَ حافَةِ القمرْ..
………………
………………
أشتاقُ للفراشاتِ وللقمرْ.

الرسالة الثالثة:
رصاصةٌ حاقدةٌ عطشى
هديّةُ الشّاعرِ للشّاعرِ
في زمانِ القصفِ
والمروءةِ القتيلةْ
في زمنِ القبيلةْ..
كيفَ تصيرُ الكلماتُ مخلباً؟
كيفَ تصيرُ شوكاً يابساً؟
يا شاعرَ الأمّةِ
هذا زمنٌ للقبحِ - سافراً - وللرَّذيلةْ
لا يفتحُ القلبُ الحزينُ جفنَهُ
على إنسانْ
ولا تشفُّ عنْ أشواقِها الأجفانْ.
أيتها القصائدُ الشّاحبةُ اللَّونِ
الحزينةُ الحروفِ
كيفَ ترحلينَ نحوَ الزمنَ الآتي؟
وكيفَ تركضينَ في فضائِكِ الغامضِ
نحوَ الأرقِ الصاعقِ
نحوَ الوهمِ؟
كيفَ تخرجينَ منْ مَداكِ البِكْرِ
منْ صلاتِكِ الجميلةْ؟!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى