[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

قصائد الظهيرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - قصائد الظهيرة

دعني هنا،
للضوءِ في وسطِ الظهيرةِ
كم حلمتُ بساعةٍ للرُّوحِ
تغتسلُ الحكايةُ
والطبيعةُ
يستحمُّ العشبُ فيها
لا غبارَ
كأننا في قاعةٍ منْ مرمرٍ خضراءَ،
معشبةِ النوافذِ
والرُّخامْ.
كم مرّةٍ حملَ الشتاءُ إليكَ
أمواجَ القصيدةِ في الظهيرةِ،
واستوى جسدُ الكلامِ
معَ الأشعّةِ..
يا فضاءَ الله
في صمتِ القرى النّعْسانِ
أطلقْني إلى ماءِ الظهيراتِ
اقتربْ مني
ودعْ كفّي تلامسُ جسمَ هذا الغيمِ
تعتصرُ السحابَ قصيدةً
وتنامُ في ماءِ الكلامْ.

* * *
كنّا نسيرُ.. أنا وأحزاني،
افترقْنا عندَها
وطوى سوادَ شراعِهِ في ضفّةِ الوادي،
وأدركَني بياضٌ منْ مباهجَ
ثرّةِ الألوانِ
تغمرُني أشعّتُها
ويغشى مقلتي فرحٌ طفوليٌّ
ويدركُ قلبيَ المكسورَ
فيضٌ منْ وئامْ.
كسرتْ مرايا الحقلِ
شمسُ ظهيرةٍ حبلى،
وكانَ نهارُها يبكي منَ المطرِ اللَّذيذِ..
تمدَّدَتْ خرفانُ قريتِنا على العشبِ
المندَّى..
ثَمَّ رائحةٌ وموسيقى،
سمعتُ هتافَ أشجارٍ
وعزفَ حديقةٍ،
يا أرضُ كوني دوحةً للعشقِ
كوني ساحةً لغناءِ أسرابِ الحمامْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى