[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

تراتيل ومرايا

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - تراتيل ومرايا

وأَفِرُّ منْ نفسي إليهْ
وأَفِرُّ منْ أهلْي إليهْ
وأفِرُّ منْ زمني إليهْ،
وإذا شكوتُ فإنني أشكو إليهْ،
وإذا بكى قلبي
وأطبقَ ليلُ أحزاني أمدُّ يدي إليهْ،
وغداةَ ينبو الرُّوحُ عنْ بدني
فإني عائدٌ تَوّاً إليهْ.

* * *
يا منْ بنى عرشَ الكلامِ
وفي فضاءٍ
منْ نبوّاتِ المحاريبِ اصطفاهُ
وشادَهُ،
وأحاطَهُ باللاّزوردِ
ورشَّ أضواءً عليهْ..
ناديتُ في كلِّ اتجاهْ،
وشردتُ في كلِّ اتجاهْ،
وسألتُ في كلِّ اتجاهٍ..
دلَّني صمتي إليهْ.

* * *
تتسكّعُ الأرواحُ في بستانِهِ
وتهيمُ في وديانِهِ
وتجوسُ في شطآنِهِ
عطشى إلى رضوانِهِ
وإذا تَصَدَّعَتِ الحروفُ
الظامئاتُ،
ورفَّ برقٌ منْ دمٍ
سكنتْ معلّقةً
على أجفانِهِ
وبقوّةٍ أخذَ الكتابَ
وسارَ مزهوّاً إليهْ.

* * *
بالصُّدفةِ انكسرتْ محارةُ روحِهِ
خَرجَتْ منَ الكهفِ العقيمِ
تجرُّ أعماراً منَ الكلماتِ
سكرى منْ روائحِ دَوْحِهِ،
متأرجحاً بينَ المنامِ
وبينَ خيطٍ منْ مرايا نَوْحِهِ،
يا لَلْحصى شفّافةً
رسمتْ طريقي نحوَهُ
ومشتْ إليهْ.

* * *
مطرٌ منَ الكلماتِ
والأضواءِ
يرقصُ بينَ ظِلّي
والدِّماءْ،
عيناهُ تحتضنُ السَّماءْ
شجرٌ بلا ماءٍ،
وأطفالٌ على المرآةِ
تهتفُ: ماءْ.. ماءْ.
وأنا طريحٌ فوقَ نارِ العشقِ،
تسبقُني استغاثاتي.. نداءاتي إليهْ.

* * *
حَجرٌ
هوَ الجسدُ الذي حَملتْهُ روحي،
سكنتْ على أوجاعِهِ دهراً،
ونامتْ في خطيئتِهِ جروحي
حطباً يناولُني مسرّاتي،
وأهوائي
وأشجاني،
ويرسمُ لي طموحي.
يا أيها الحجرُ الذي هوَ - حينَ يلقاني -
أنا..
خذني إلى أوطانِهِ
خُذْني إليهْ.

* * *
ذَبُلَتْ نجومُ الذِّكرياتِ،
توضّأتْ بمجامرِ النسيانِ
أيّامي القديمةْ،
وفتائلُ النورِ التي كانتْ تداعبُ جبهتي
ذَبُلَتْ،
رياحُ صبابتي صارتْ عقيمةْ.
يا طفليَ الموعودَ قفْ
وارجعْ
أمامَكَ عتمةٌ
ورؤىً دميمةْ.
فاكتبْ على ظهرِ الحصى شمساً
لتحملَني إليهْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى