[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الثانية

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثانية

هوَ (غَيْمانُ)
كانَ اسمُهُ هكذا!
تستريحُ الغيومُ
على كَتِفَيهِ
العواصفُ في سفحِهِ
تتكسَّرُ
وَهْوَ الحبيبُ وحارسُها الأزليُّ
يداعبُها حينَ تصحو
يقبِّلُها حينَ تغفو
يصيرُ مخدَّتَها إذ تنامُ
ولكنّهم ظلموهُ،
فقالوا له (نُقُمٌ) ، وَهْوَ (غَيْمانُ)..
هل يستردُّ هُوِيَّتَهُ
واسْمَهُ
ويرى الناسُ ظِلَّ ابتسامتِهِ
حينَ تُومي إليهِ أصابعُهم..
ذاكَ (غَيْمانُ)
يضربُ عمقَ الفضاءِ بهامتِهِ
والقصائدُ تحرسُ أحلامَ طفلتِهِ
الرّائعةْ.

* * *
(خرجتْ صنعاءُ منْ أسمائِها مراراً
وتبدَّلَتِ السُّلالاتُ
واستطاعَتِ القرونُ المتعاقبةُ
أنْ تغسلَ وجهَ الأرضِ منَ القبورِ
والقصورِ
والْتَفَّ جَسدُ صنعاءَ بالحريرِ تارةً
وبالرَّمادِ تارةً
ونُقُمُ يغازلُ أنقاضَ التاريخِ
ويتوقُ إلى تغييرِ اسْمِهِ.
مزّقَتِ القرونُ قمصانَهُ الخضراءَ
وتحوَّلَتْ أقدامُهُ إلى حصى
وصدرُهُ إلى مخابئَ للذِّئابِ
لكنَّ قمَّتَهُ ما تزالُ نجمةً
تضيءُ في هدأةِ اللَّيلِ
حينَ يشتدُّ الظلامُ،
والحجارةَ فيهِ تحلمُ وتتساءلُ:
بأيّةِ شمسٍ ترتوي؟
وبأيّةِ مطرقةٍ تغيِّرُ الحروفَ؟
وكيفَ يتناولُ قهوةَ الصبحِ
منْ يدِ الحبيبةِ
وهوَ لا يشعرُ بالخجلِ
منَ اسْمِهِ المجبولِ
منْ ترابِ الانتقامْ؟).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى