[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الرابعة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الرابعة

هيَ عاصمةُ الرُّوحِ
مغمورةٌ بالضّحى
والتعاويذِ
تومضُ أشجارُ ذاكرتي
حينَ أدخلُها
وأراها بأطمارِها تتوهَّجُ عاريةً
تحتَ جمرِ الظهيرةِ.
أذكرُها..
كنتُ طفلاً بعينينِ ذاهلتينِ
رأيتُ مفاتنَها
وبقايا (البُرُودِ)
وتابعتُ فيضَ خُطاها
شربتُ الشَّذا،
واستحمَّتْ جفوني بماءِ
الظِّلالِ
وشاهدَ قلبي ملائكةً يرسمونَ
على الأفْقِ أوديةً
وقصوراً
وأروقةً،
كانتِ العينُ تسمعُ أصواتَ فُرْشاتِهم
وترى الأذنُ
كيفَ تصيرُ السَّحاباتُ لوناً
وتغدو الحقيقةُ حُلْماً.
على دَرَج الضوءِ
أدركتُ أنّي بصنعاءَ،
أنَّ النجومَ إذا ما أتى اللَّيلُ
ترقصُ في غرفِ النّومِ،
والقمرَ المتوهِّجَ
يضحكُ منْ شرفاتِ البيوتْ.

* * *
(يستطيعُ الفقرُ أنْ يكونَ جميلاً
وناصعاً
إذا داومَ النظرَ إلى وجهِهِ
بمرآةِ النظافةِ
واستحوذَ عليهِ ما أبقتِ القرونُ
منْ ترفِ الذَّوقِ
وأرصدةِ الجمالِ.
هذا ما تتحدَّثُ بِهِ ألوانُ الطيفِ
التي تقذفُ بها النوافذُ الزُّجاجيّةُ
منَ البيوتِ الصنعانيّةِ إلى الشوارعِ المعتمةِ..
وفي ضوئِها تتلألأُ الأقدامُ
وتتصاعدُ سحاباتٌ منَ البخورِ.
أعذبُ المدنِ،
ليستْ تلكَ المسوَّرَةُ بِلَبِنَةٍ منَ الفِضَّةِ
ولَبِنَةٍ منَ الذَّهبِ
ولا تلكَ التي تتوهَّجُ الجواهرُ الثمينةُ
منْ شُرفاتِها العاليةِ.
أعذبُ المدنِ،
هيَ تلكَ المسوَّرَةُ بالياسمينِ
والتي تغسلُ القلبَ
وتوحي للعينِ بطمأنينةٍ مفاجئةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى