[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الخامسة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الخامسة

تَرَجَّلْ
وَضَعْ شفتيكَ على بابِ مسجدِها
ويديكَ على خَصْرِ مئذنةٍ
وتَلَفَّتْ حوالَيْكَ..
ماذا ترى؟ عالَماً منْ شموسٍ
ومنْ شرفاتٍ
وأسماءَ منقوشةً
وزخارفَ لا تنتهي
وعوالِمَ منْ كُتُبٍ،
ومحاريبَ لا يدركُ النومُ أجفانَها
ومساكينَ أضنى الفراغُ مفاصلَهم
جلسوا القُرْفصاءَ
وألقوا براحاتِهم في فضاءِ المكانِ
وأصواتُهم تشبهُ الصمتَ
أو أنّهُ الصمتُ يُشْبِهُ أصواتَهم،
أينَ تأوي - إذا أقبلَ اللَّيلُ - أعضاؤُهم؟
وإذا رقدوا أينَ يخفونَ
أطيافَ أحلامِهم
عنْ عيونِ الظلامْ؟!

* * *
(عَبْرَ المدى
ومنْ خلالِ النوافذِ الصَّدِئةِ
تصافحُ العينُ المآذنَ والقبابَ المغسولةَ
باللَّونِ الأبيضِ
وتحدِّقُ في بيوتٍ عتيقةٍ كأنها الذِّكرياتُ.
الصلواتُ تنهضُ ببطءٍ،
وفي الأحياءِ الخلفيّةِ
يمرُّ الضوءُ متثاقلاً
في أزقَّةٍ منقوعةٍ بالحنينِ والبكاءِ.
الأطفالُ يتحسَّسونَ برموشِ أعينِهم
نصفِ المغلقةِ
بقايا اللَّوزِ
والزَّبيبِ الذي يسقطُ سهواً
منْ ناطحةِ سحابٍ يسكنُها أميرٌ جديدٌ.
البيوتُ تتكئُ على بعضِها
والعصافيرُ الواقفةُ على حافَّةِ النوافذِ
ترتعشُ وتمتصُّ الثَّرثراتِ
في انتظارِ فاتحةِ الندى).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى