[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة السادسة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة السادسة

هيَ لي
ولَكُمْ،
وعلى أوَّلِ السَّطْرِ
فوقَ جدارِ الزَّمانِ العتيقِ على بابِ (غَمْدانَ)
نقشٌ يضيءُ المكانَ
وتكتبُ أحرفُهُ المورقاتُ التحيّةَ:
لا تخجلُوا إنْ فقدْتم مصابيحَكم
وخرائطَكم
إنْ أضعْتم عناوينَ أحبابِكم
أو تضاريسَ أسمائِكم..
فَهْيَ منذُ استوتْ فوقَ مائدةِ الأرضِ
تعرفُ أسماءَكم،
وعناوينَ منْ تعشقونَ.
وقد خلعتْ في الصباحِ الجميلِ متاعبَها
وغبارَ المتاريسِ
صارتْ تُجيدُ المواعيدَ
تشتاقُ للنّاسِ
والثَّرثراتِ الجميلةْ.

* * *
(كانتْ صغيرةً
في حجمِ حزني الصغيرِ - يومئذٍ -
لا أحشاءَ لها
ولا أنيابَ منَ المطّاطِ
والحديدِ..
كيفَ ترهَّلَتْ
وصارتْ في اتِّساعِ أحزاني؟
كيفَ جَرُؤَتْ أحياؤُها الجديدةُ
على ارتداءِ قبّعةِ الوحشةِ
واستخدامِ نظّاراتِ التنكُّرِ؟!
وكيفَ تُطاولُ الأحياءَ القديمةَ
بغرفِ النومِ الحمراءِ
وبالريشِ المستعارِ؟!
لا عشّاقَ لها.. لهذه الأحياءِ الجديدةِ،
القادمونَ منَ الأقاصي البعيدةِ
يعشقونَ صنعاءَ في ثيابِها القديمةِ.
وقلبي يتذكَّرُها
أيّامَ كانتْ تقرأُ أوراقَ الشمسِ
والمطرِ
وتأكلُ (الدَّخِشَ)،
وتقطفُ - في عزلتِها الشّاردةِ -
وردَ الفراغْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى