[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الثامنة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثامنة

خاشعاً
تتطلَّعُ عيناهُ في فرحٍ غامضٍ
نحوَ ما لا يُرى
منْ عصورٍ مضتْ
وانطوتْ في تلافيفِ هذا المكانِ،
ومنْ أممٍ عبرتْ عتباتِ الزَّمانِ
وصادقَتِ الأمسَ واليومَ.
أيُّ الكنوزِ النَّفيسةِ تخلبُ عينيهِ
تشهقُ في دمِهِ؟
إنَّ ضوءَ المصابيحِ
رائحةً للشُّموعِ،
تسافرُ عبرَ الممرّاتِ
ترسمُ بالنورِ ما لا تصدِّقُهُ العينُ
ما لا يصدِّقُهُ القلبُ
منْ أُغنياتٍ
ومنْ فاتناتٍ تدلَّتْ جدائلُها
خلفَ صبحٍ منَ المشربيّاتِ
والأعينِ الجائعةْ.

* * *
(إنّكَ لا تستطيعُ الدُّخولَ إلى اللَّوحةِ..
إنها سطحٌ جميلٌ لا أكثرَ.
أمّا صنعاءُ.. اللَّوحةُ الجميلةُ
فإنّكَ لنْ تعرفَها إلاّ إذا جاوزْتَ السطحَ
وتخطَّيْتَ الجدرانَ والفضاءَ
إلى الدّاخلِ،
وإلاّ إذا وقفْتَ في المنظرِ،
أو تطلَّعْتَ إليها منَ المفْرَجِ،
إذا مشيتَ بعينيكَ خلفَ زجاجِ النوافذِ
وتحسَّسْتَ بالنظرِ وبالقلبِ
بقيّةَ اللَّوحاتِ..
ليسَ البرقُ،
ولا قوسُ قزحٍ،
ولا ريشةُ سلفادور دالي؛
هيَ منْ أبدعَ هذه النوافذَ
ولوَّنَ هذه الجدرانْ!).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى