[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الرابعة عشرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الرابعة عشرة

حينَ جئتُ إلى الأرضِ كانتْ معي
في قِماطي
وكنتُ أرى في حليبِ الصَّباحِ
بياضَ مآذنِها
والقبابِ،
وحينَ هجرتُ البلادَ،
ابتعدتُ إلى قارةِ المسكِ؛
كانتْ معي..
في القصائدِ مترعةً بالغناءِ الكَتُومِ،
وفي الكُتُبِ المورقاتِ بماءِ الأساطيرِ،
كنتُ أراها
تسافرُ في الأبجديّاتِ
في لوحةٍ منْ نجومِ السَّماءِ.
أراها فتمنحُني عِطْرَها
ومواعيدَها،
وعلى كفِّ أشرعةِ الشوقِ
تومئُ لي أنْ تعالْ.

* * *
(منْ أينَ لكلماتِهِ اليابسةِ ماءٌ فتورقُ..
مذْ كانَ يجلسُ على مقاعدِ الفصلِ الثالثِ الابتدائيِّ
وهوَ يحلمُ بأنْ يناديها،
أنْ يخاطبَ الغيمةَ الواقفةَ
خلفَ الأسوارِ،
أنْ يداعبَ بالقصيدةِ
كلَّ حصاةٍ ملوَّنَةٍ على الرَّصيفِ،
أنْ يشاركَ في كتابةِ الأغاني
التي تردِّدُها الأزقَّةُ الضيِّقَةُ..
تكلَّمَ،
كَتَبَ،
سافرَ،
رأى كثيراً منَ المدنِ والناسِ،
قرأَ كثيراً منَ الملصقاتِ،
واكتشفَ خيوطَ المطرِ وهيَ تغزلُ القحطَ،
وشاهدَ البرقَ الصّامتَ
وهوَ يرسمُ على الجدرانِ
قتلى وبنادقَ،
رأى العصافيرَ الملوَّنَةَ
وهيَ تتخلَّى عنْ أعشاشِها للثَّعابينِ..
بَكى…).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى