[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة السادسة عشرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة السادسة عشرة

ذاهبٌ وقتُهُ بينَ أوَّلِ بابٍ
وآخرِ بابٍ لها..
يتذكَّرُ أيّامَهُ في شتاءِ الطفولةِ
مرتعشاً
حافيَ القدمينِ،
وفي صدرِهِ يتثاءبُ صوتٌ
هوَ الشعرُ
يصطادُهُ منْ غناءٍ تدلَّى
منَ الشُّرفاتِ
تجمَّدَ في حَجَرٍ
أو إناءٍ منَ الوردِ.
عيناهُ عاشقتانِ
تجيدانِ همسَ التلصُّصِ
في خجلٍ
تحلمانِ بوجهٍ نقيٍّ
وعينينِ دافئتينِ
وقلبٍ
منَ اللُّؤلؤِ الآدميِّ الكريمْ.

* * *
(ما زالَ ذلكَ الطفلُ الهائمُ
عندَ أبوابِ مدينتِهِ الأولى
يحدِّقُ في بقعِ الضوءِ المرسومةِ
على واجهاتِ المآذنِ المكلَّلَةِ
بالبياضِ..
قد تتآكلُ الجدرانُ
وتتغيَّرُ مفاتيحُ المنازلِ
لكنَّ إيقاعَ الأقدامِ الصغيرةِ
في شارعِ خُضَيرَ،
ما يزالُ يشعلُ المصابيحَ
في الذّاكرةِ المعتمةِ
ويمدُّها بفيضٍ منَ الألقِ،
وكالموسيقى
يتسلَّلُ ذلكَ الإيقاعُ إلى غرفتِهِ
في زيارةٍ جريئةٍ
تمسحُ عنْ وجهِهِ تجاعيدَ الكآبةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى