[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة السابعة عشرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة السابعة عشرة

أتوسَّلُ للغيمِ
للسُّحُبِ الممطراتِ
بأنْ تحملَ الماءَ للنهرِ..
هذا الذي كانَ نهراً
يوزِّعُ أنداءَهُ
ويغنِّي المواويلَ
يغسلُ صدرَ الترابِ
وصدرَ المدينةِ.
أسألُ أينَ اختفى؟
ذَبُلَتْ - منذُ جَفَّ - النوافذُ
واحترقَتْ بالغبارِ المناديلُ
والضَّحكاتُ البريئةُ،
هل سيعودُ؟
سنمنحُهُ ما تبقَّى منَ الحبِّ،
بينَ يديهِ ستفرشُ صنعاءُ حُلْمَ ضفائرِها
وعلى ضِفَّتَيْهِ تصلّي
وتكتبُ أحلامَها المقبلةْ.

* * *
(كانَ للمدينةِ نهرٌ
يغسلُ أقدامَ البيوتِ السّاكنةِ على ضفّتيهِ،
ويبعثُ بنسماتِهِ الطريّةِ إلى بقيّةِ الأحياءِ
والبيوتِ
وكانَ وجودُهُ يمنحُ الجسرَ القديمَ
معنى الماءِ..
لا تتحدَّثُ أوراقُ التاريخِ كيفَ اغتالَهُ الجفافُ،
ولا عنِ الجلاّدينَ
الذينَ كانوا يصطادونَ عصافيرَ الضوءِ
ويقتلونَ الأنهارَ؛
وكلَّما مررْتَ بالنهرِ الجافِّ
رأيتَ على وجهِ الجسرِ سؤالاً
لم تستطعِ العينُ الْتِقاطَ فحواهُ..
وبعضُ النوافذِ المطلَّةِ
تشهدُ أنها تستطيعُ رؤيةَ الماءِ
وهوَ يركضُ
في طريقِهِ إلى الصحراءْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى