[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الثامنة عشرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الثامنة عشرة

دُخانُ المطابخِ أخضرُ،
مثلَ حديقةِ ضوءٍ
تطاردُ أشجارَها،
وَهْوَ يكتبُ فوقَ المنازلِ
أشهى الكلامِ
ويرسمُ فوقَ السُّطوحِ موائدَ مزدانةً
بِخُزامَى (الجنوبِ)
وكَرْمِ (الشَّمالِ)،
وحقلاً منَ العسلِ (الدَّوعَنيِّ).
(انتظرْ)..
تتركُ القهوةُ اليمنيّةُ في أفْقِ صنعاءَ
شيئاً منَ اللَّونِ
مثلَ الغمامِ الشَّفيفِ
كلوحاتِ (ماتيسَ (2))،
(لا تتحرَّكْ)..
هنا غيمةٌ
عبرتْ في الطريقِ إلى جبلٍ
يتململُ شوقاً
ويرشُفُ قهوتَهُ،
وهنا صِبْيَةٌ
في ازدحامِ الظهيرةِ،
يختصمونَ على لوحةٍ مطفأةْ.

* * *
(الفتياتُ الجميلاتُ فقطْ
هنَّ اللَّواتي يوكلُ إليهنَّ
إعدادُ بِنْتِ الصَّحْنِ،
وتزيينِ الوجهِ اللَّذيذِ
بالسِّمْسِمِ
وحبَّةِ البَرَكَةِ..
عندَما لا تكونُ الفتاةُ جميلةً
فإنَّ اليدَ لا تتذوَّقُ اللُّقمةَ،
والصحنُ السّاخنُ
لا يتمتَّعُ بفيضٍ منَ العاطفةِ،
ولا يفتحُ شهيّةَ القلبِ،
ولا يستجيبُ لتشكُّلِ القمحِ
في الذّاكرةِ.
والعسلُ لا يجدُ مجراهُ
في امتدادِ الرُّوحِ.
كتبَ أحدُ الأجانبِ:
رائحةُ الخبزِ الصَّنعانيِّ معقودةٌ بأنفي
منذُ عشرِ سنواتٍ،
وصورةُ الفتاةِ المحجَّبَةِ
بائعةِ (الملُوجِ) في سوقِ القاعِ،
لا تغادرُ شاشةَ العينِ
ولا محيطَ الذّاكرةْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى