[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة التاسعة عشرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة التاسعة عشرة

خذوني لسوقِ الزّبيبِ
ولا تحرموا شفتي
منْ لذيذِ النُّعاسِ،
وطوفوا بقلبي
على سوقِ فِضَّتِها
حيثُ يأخذُ منهُ الصباحُ مِداداً
وريشاً لألوانِهِ
وإذا ما رأيتم رَذاذاً منَ العطرِ
يَنْزِلُ عَبْرَ الأشعَّةِ
ذلكَ سوقُ (العطارةِ)..
حيثُ الجميلاتُ يغسلنَ أثوابَهُنَّ
برائحةِ المسكِ والياسمينِ
وحيثُ الزهورُ مجمَّدَةٌ
في انتظارِ القواريرِ والعشقِ،
حيثُ الفضاءُ الجميلُ
يغادرُ موقعَهُ راضياً
لينامَ هنا في قرارِ الزُّجاجِ
ويحلمَ بالمتعةِ الباذخةْ.

* * *
(لا توقظْني أيها الشّاعرُ، لا تُفسدْ أحلامي..
هكذا تحدَّثَ شارعُ خُضَيرَ وواصلَ الحديثَ:
إذا كنتَ جئتَ لتسألَ عنْ مريمَ
لتَبُثَّها ما تبقَّى منْ هواكَ ومنْ شكواكَ،
فإنَّ مريمَ قد رحلتْ
اختزلَ التيفوئيدُ عمرَ جسدِها المورقِ الجميلِ
ولم يبقَ في الحيِّ
ولا في البيتِ منها
سوى بقايا ومضةٍ شاحبةٍ
تمتدُّ فوقَ الأرصفةِ الحزينةِ.
منْ نحبُّهم يمضونَ ولا يأتونَ
آهِ، يذهبونَ ولا يرجعونَ.
هل تستطيعُ ذاكرةُ المقابرِ الواقفةِ
عندَ تخومِ المدنِ،
أنْ تقولَ لنا شيئاً عنهم؟
هل يتذكَّرُنا الموتى كما نتذكَّرُهم؟
وهل تطاردُهم مثلَنا أظافرُ الكهولةِ
وأنيابُ الشيخوخةِ؟
هل ظهرَتِ التَّجاعيدُ على وجهِ مريمْ؟).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى