[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الحادية والعشرون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الحادية والعشرون

الإضاءةُ خافتةٌ
والزّمانُ يفتِّشُ عنْ نفسِهِ
في الأزقَّةِ
يسألُ أحجارَها عنْ صباهُ
وعنْ عشقِهِ في أماسي
الشّبابِ.
وها هوَ ذا يتحسَّسُ وجهَ الحوائطِ..
هل يتذكَّرُها حينَ جاءتْ منَ الغيمِ
كي تستقرَّ على الأرضِ،
تحفرَ أصواتَ منْ سكنوا،
وتسجِّلَ (روزنامةَ) الوقتِ؟
هل أدركَ الفرقَ بينَ تجاعيدِهِ
وتجاعيدِها،
والمسافةَ بينَ الصَّديقينِ؟
هل سمعَتْ روحُهُ الرِّيحَ
وَهْيَ تغنّي:
لقد شاخَ وجهُ الزَّمانِ
وصنعاءُ تكبرُ
لكنَّها لا تشيخْ.

* * *
(هوَ الفضاءُ المستورُ
الصوتُ الذي لا يسمعُهُ أحدٌ
صديقُ الوحشةِ والذِّكرى
فَرَدَ جناحيهِ - اللَّيلَ والنهارَ -
على الأرضِ والناسِ
والأشياءِ
لا حدودَ له ولا خرائطَ
رقمٌ طائرٌ
لا يسندُ رأسَهُ إلى صدرِ الأيّامِ
ولا يبدِّلُ أحذيتَهُ لأنهُ بلا قدمينِ..
هل منْ أحدٍ رآهُ؟
في أيِّ مكانٍ منْ خلايا الأرضِ يسكنُ؟
هل يعيشُ في أطرافِ الحجارةِ
أمْ في ذرّاتِ الطينِ؟!
ولماذا تطالعُنا روائحُهُ في المسلاّتِ القديمةِ
والجداريّاتِ المرمريّةِ الغبراءِ،
ولا نقرأُهُ إلاّ في العظامِ الشائخةْ؟).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى