[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة الرابعة والعشرون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة الرابعة والعشرون

ذاتَ حُلْمٍ
هبطتُ على سُلَّمٍ منْ أساطيرَ
محفورةٍ في ضميرِ الزَّمانِ،
رأيتُ بيوتاً منَ الضوءِ
أعمدةً منْ نهارِ بهيجٍ
وأسواقَ منْ فضّةٍ،
وشوارعَ منْ ذهبٍ..
قيلَ لي: تلكَ صنعاءُ
كانَ المغنُّونَ والشعراءُ
يطوفونَ في ساحةٍ أورقَتْ بالتلاميذِ
والعلماءُ يجيدونُ عرضَ مهاراتِهم.
إنَّ صنعاءَ غيرَ التي في دمي
لا يراها سوى الحُلْمِ.. نافرةً،
ولها جسدانِ وشمسانِ،
فاهبطْ على سُلَّمٍ منْ مرايا الحروفِ
وصَفِّقْ إذا ما وصلتَ
أقاصي المدينةْ.

* * *
(تحتَ صنعاءَ مدنٌ كثيرةٌ متعدِّدَةُ الأسماءِ
اغتالتْها أصابعُ الزمنِ.
ذاتَ يومٍ صرخَ أحدُ السُّوّاحِ:
صنعاءُ تنامُ تحتَ صنعاءَ.
بدأَ الحفرَ بأظافرِهِ،
وجدَ سُلَّماً منَ الرُّخامِ
يؤدّي إلى غرفٍ
ذاتِ ضوءٍ صاعقٍ
وإلى سلالمَ مغطّاةٍ بسجاجيدَ ناعمةٍ..
في واحدةٍ منْ هذه الغرفِ
رأى مسرجةً منَ المرمرِ الأبيضِ،
كانتْ تتحدَّثُ بلغةٍ لا يفهمُها،
ورأى أشخاصاً نائمينَ
يتأهَّبونَ للصَّحْوِ،
وبجوارِهم سيوفٌ منَ الذَّهَبِ الخالصِ..
وقبلَ أنْ يسعفَهُ الجنونُ
كانَ في طريقِهِ إلى المطارْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى