[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

القصيدة التاسعة والعشرون

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - القصيدة التاسعة والعشرون

مثلَ (كانَ)،
على هيئةِ الزمنِ المتواربِ
خلفَ القرونِ
تجيئُكَ صنعاءُ شاحبةً،
تتوكّأُ عُكّازةَ الوقتِ،
لا تتذكَّرُ شيئاً عنِ الأمسِ،
لا تتذكَّرُ شيئاً منَ اليومِ..
أسوارُها تتآكلُ،
آجُرُّها يتقشَّرُ.
أقرأُ في صمتِ أحجارِها
حشرجاتِ العصورِ،
أرى رعشةَ الخوفِ عبرَ شبابيكِها
وأشمُّ الكآبةَ
في لونِ أحداقِها النّاصلةْ.

* * *
(سامحيني
إذا كنتُ قد رأيتُكِ في الحلمِ بلا نوافذَ
وبلا أبوابٍ،
وقد وقفَ عندَ كلِّ بابٍ منْ أبوابِكِ السَّبعةِ
خِنْزِيرٌ يصفعُ بذيلِهِ وجوهَ الحمامِ،
وسامحيني إذا كنتُ قد رأيتُكِ
في حلمٍ آخرَ،
جُثَّةً هامدةً ترفلُ في أكفانِها،
والأطفالُ العراةُ يشدُّونَ الكفنَ
منْ كلِّ جانبٍ
لعلَّهم يفوزونَ بقطعةٍ منهُ،
فيغطُّونَ بها ميّتاً آخرَ
هوَ الشَّعْبْ).

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى