[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

قراءة في كتاب غمدان.. البحر والمطر

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - قراءة في كتاب غمدان.. البحر والمطر

الصوت:
قطراتُ الدموعِ
على وجهِ (غَمْدانَ)
صوتُ امرأةْ.
الكتابةُ في الحائطِ المنحني
فوقَ بوّابةِ الموتِ وجهُ امرأةْ.
أوَّلُ القادمينُ - وآخرُهم -
يتأبَّطُ في الصدرِ
في الزَّنْدِ وَشْمَ امرأةْ.

الصَّدى:
فارغةٌ قطراتُ المطرِ العذبِ
منَ الماءِ،
الرَّعْدُ بلا صوتٍ
يتمدَّدُ في أحداقِ الأرضِ،
الشمسُ بلا ضوءٍ
تتكسَّرُ في رئةِ السّاحاتْ
في شَبَقِ اللَّيْلْ..
وأنا مصلوبٌ
تتدحرجُ رأسي فوقَ عناكبِ (غَمْدانَ)
تتوقَّفُ فوقَ طحالبِ دمعِ الزمنِ
الأوَّلِ،
تهوي،
ويحاصرُها الموتُ الماضي
فوقَ جدارِ الزمنِ الحاضرِ..
في كلِّ جدارٍ منْ جسمِ أبي
صوتٌ مشلولٌ
وعلى كلِّ طريقٍ منْ دَمِهِ
خيطٌ أحمرْ؛
هذا القبرُ - النَّعْشُ
القَدَمُ الأخضرْ،
هذا الحزنُ المبلولُ
الرأسُ السّاطعُ
وجهُ امرأةٍ في زمني!

الصوت:
الجدارُ امرأةْ
القيودُ عيونُ امرأةْ
الزَّنازنُ فوقَ صديدِ القيودِ
سريرُ امرأةْ،
وَهْيَ تلكَ التي تشتهيها عيونُ النَّخيلْ
تتحدَّثُ عنها قلوبُ العصافيرِ،
تلكَ البعيدةُ
تلكَ القريبةُ،
فاتنةُ البحرِ
والماءِ
سيّدةُ العاشقينَ.. امرأةْ!

الصَّدى:
رأسٌ يتدلَّى منْ مئذنةِ القَبْرْ
جسدي محشورٌ في بئرِ الفقراءْ،
يتساقطُ فَحْماً
ملحاً
أوراقاً.. ريشاً،
يتسلَّقُ أمطارَ الصَّخْرَةِ
يقرأُ وجهَ الملكِ الرّاحلِ
في وجهِ الملكِ القادمْ،
ويرى البحرَ بلا ماءٍ..
ما أبشعَ قِيْعانَ البحرِ بلا ماءْ،
جاعتْ سُفُنُ الصيفِ
احْتَرَقَ النَّورسُ في لهبِ القَيْظْ،
وهوى مشلولاً في مرقدِهِ المرفأْ.

الصوت:
الطريقُ امرأةْ
الضبابُ على وجهِ صفصافةٍ
- في الطريقِ - امرأةْ
الرِّياحُ المقيمةُ فوقَ ضلوعِ الطريقِ
امرأةْ.
قد تكونُ يداً
قد تكونُ ندىً
قد تكونُ..
تكونُ امرأةْ!

الصَّدى:
ظهراً سقطَ النومُ على (غَمْدانْ)
نامتْ كلُّ قيودِ السجنِ
وسيفُ السَّجّانْ..
أغْفَتْ أحجارُ الزِّنزانةِ
لكنَّ دمي يقظانُ القَيْدْ
أيقظَهُ صوتُ الطّالعِ منْ خاصرةِ الأحلامْ
منْ غاباتِ القحطِ - الموْتْ
منْ أزمنةِ اللَّيلِ - الغربةِ
منْ عصرِ الأشواقِ - الثورةِ..
الميلادُ - تقولُ الأعشابُ - تحقَّقْ
الميلادُ - تقولُ امرأةُ النارِ – تحقَّقَ،
لكنَّ الضوءَ..
انْطَفَأَ الضَّوْءْ.
قَفَزَتْ كلماتٌ فوقَ طحالبِ دمعِ الزمنِ
الآتي:
نحنُ الشَّعْبُ الطّالعُ منْ عطشِ الماءْ
منْ حزنِ الماءْ،
نرفضُ بحرَ الرملِ.. المطرِ - القَيْظْ
ننتظرُ البحرَ - الماءْ
ننتظرُ المطرَ - الماءْ
ننتظرُ امرأةً تغسلُنا بالبَرْقِ
وتحملُنا بينَ نهودِ الشَّفَقِ الأحمرْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى