[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

الخروج من دوائر السّاعة السّليمانيّة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - الخروج من دوائر السّاعة السّليمانيّة

- 1 -
منْ شجرِ القاتِ
ومنْ قواميسِ اللُّغات الميِّتةْ
أخرجُ شاهراً حرفي، ممتطياً صوتي أسيرُ،
في يميني وردةُ الميلادِ
في يساري نخلةُ الميعادِ،
في دمي بشارةُ القيامةْ.

- 2 -
تقرأُني أصابعُ الموتى
تنتفضُ الغابةُ في شرايينِ الترابِ
تلفظُ القبورُ أهلَها
تصحو حجارةُ المدينةِ النَّعْسَى
وتستفيقُ جدرانُ البحارِ الظامئةْ.

- 3 -
تضحكُ أسناني
تضحكُ نارُ الحزنِ..
أمضغُ الأحجارَ والأشجارَ
باحثاً في الماءِ عنْ وجهي
عنْ وجهِ نهرِ الرِّيحِ
عنْ حروفِ القاتِ
عنْ شُجَيراتِ الخيالِ،
أينَ تختفي خيلي؟

- 4 -
عتيقةٌ كآبتي
تحومُ حولَ جثَّةِ الماضي
ترسمُ وجهَ اليومِ
تمتطي جرحَ غدي
على شراعِ القاتِ
في وجوهِ المغربِ البليدةْ
الصمتُ صارَ لغتي
والسّاعةُ السُّليمانيّةُ امْتَدَّتْ عروقُها
صارتْ شباباً كالشُّيوخِ
يمضغونَ خضرةَ الأيّامِ
يشربونَ ماءَ العمرِ..
أينَ ضوءُ الحُلْمِ
والبراءةْ؟

- 5 -
منْ يرتدي حزني
منْ يكتبُ الأصواتَ في نهارِ الصمتِ
في ليلِ الدُّخانِ؟!
منْ يميتُ الاخضرارَ في الوجوهِ
في الشِّفاهِ
في الأجفانْ؟

- 6 -
تذبحني سيوفُ الصمتِ
تسقطُ الدِّماءُ في ظلّي
أخرجُ شاهراً حرفي
ممتطياً صوتي،
أرفعُ حزنَ الأرضِ عنْ صدري
أصيحُ في موجِ الجموعِ:
انطلقي
تألَّمي
تكلَّمي..
تذبحُني سيوفُ الصمتِ في الشِّفاهِ
الصّامتةْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى