[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اليوميّة الأخيرة

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اليوميّة الأخيرة

شَرَّقْتُ باحثاً عنِ الصباحْ
غَرَّبْتُ في سفينةٍ منَ الشجونِ
والجراحْ
كانَ الدُّجَى رفيقَ رحلتي،
وكانَ فيها البحرَ
كانَ الرِّيحَ والملاّحْ.

* * *
وها أنا أعودُ يا (بلقيسْ)
عيناكِ شمسي،
خمرتي
والشَّفَتانِ يا معبودتي الكؤوسْ،
فَتَّشْتُ عنكِ البحرَ
والغاباتِ..
والرُّمُوسْ،
سألتُ صمتَ اللَّيلِ
حينَ لم تجبْ على سؤاليَ الشُّمُوسْ
فضاعَ صوتي في رمادِ اللَّيلِ،
ضاعَ في سوادِهِ السُّؤالْ،
وعدتُ أحملُ الخيبةَ،
أحملُ الهمومَ والأثقالْ،
مَزَّقْتُ ثوبَ العُمْرِ راحلاً
أبحثُ عنْ طيفٍ مسافرٍ بلا قرارْ
أبحثُ في البراري النّائياتِ
في البحارْ،
وحينَ عدتُ كانَ محبوبي هنا
في الدّارْ..
يشربُ حزني،
يقرأُ الأشعارْ
ينامُ في انتظارْ
يصحو على انتظارْ.
أوّاهُ كم يبكي الغريبُ
كم تعذِّبُ المسافرَ الأسفارْ
أعودُ بعدَ رحلةِ الوَهْمِ،
أقبِّلُ الأحجارَ والترابْ
أعانقُ الطفولةَ.. الشبابْ
أنفضُ في رحابِكِ السَّرابْ
فلتمنحيني يا حبيبتي داراً على الجفونْ
مُدّي عليها ظِلَّكِ الحنونْ
لكي تقيني ثورةَ الظنونْ
وقسوةَ العيونْ،
فمنْ أنا لولاكِ يا معبودتي
ومنْ أكونْ؟
مسافرٌ بلا شراعْ
عيناهُ غاصتا،
وقدماهُ تصرخانِ في جنونْ..
لَشَدَّ ما هما مشتاقتانِ للسُّكونْ
لَشَدَّ ما هما مشتاقتانِ للسكونْ.

(صنعاء 561)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى