[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

اعتذار

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - اعتذار

دمعة على قبر الجندي المجهول
في أحداث (السبعين) الخالدة
معذرةً
معذرةَ الجبالِ.. والجنودْ
معذرةَ الصمودْ
معذرةَ المدينةِ التي حملْتَها في القلبِ
عنْ أسوارِها رَدَدْتَ صامداً
جحافلَ الأعداءْ
حفظْتَ في أجفانِها الضياءْ.
معذرةَ النهارْ
معذرةَ الأشعارْ
معذرةً وأنتَ مصلوبٌ على الطريقْ
وأنتَ في الحريقْ
تنهشُ عينيكَ الحبيبتينِ بومةُ النَّدمْ
والخائنونَ يهتفونَ للعَدَمْ
معذرةَ التلالِ والقِمَمْ
معذرةَ الدموعِ والألَمْ
معذرةَ (البُنِّ) الذي ارتمى تحتَ صخورِ (القاتْ)
هوى مضرَّجاً عاجلَهُ المماتْ
أنسامُهُ لم تنعشِ الحقولَ،
لم تداعبِ الغَيْماتْ.
معذرةً يا فارسَ (السبعينْ)
يا فارسَ اللَّيالي الخضرِ
والنهاراتِ النَّبيلةِ الجبينْ،
معذرةَ الفُرْسانِ والمحاربينْ
معذرةَ المناضلينْ.

* * *
بعدَكَ فارسَ النُّورِ
وبعدَ فَجْرِنا الذي رحلْ
وجوهُنا داكنةٌ،
أفواهُنا دميمةُ الألفاظِ والقُبَلْ
أيّامُنا يذبحُها المللْ
العارُ قابعٌ خَلْفَ العيونِ والخجلْ
ترحلُ عنْ أجفانِها جحافلُ الذُّبابِ
وَهْوَ لا...
كيفَ انهزمنا؟
كيفَ نامَ الصمتُ في الشِّفاهْ؟
كيفَ خنقْنا الآهْ؟
كيفَ ارتضينا أنْ تموتَ بينَنا
أنْ يسقطَ (السَّبْعِينْ)
معفَّرَ الجبينْ
يمضي بلا قبرٍ، بلا أحزانْ
كأنّهُ ما كانْ
كأنّهُ ما كانْ؟!

* * *
فلتشهدي يا قِمَمَ (الطَّويلْ ([1]))
وأنتِ يا زهورَ الشمسِ في (عَيْبانْ ([2]))..
أني خرجْتُ في مساءِ الصمتِ
أبكيهِ
وأعلنُ العصيانْ،
أطيلُ منْ حولِ الجنازةِ العويلْ
أغسلُ بعضَ العارِ عنْ وجهي
وعنْ عيونِ الجيلْ
أبحثُ في الظلامِ عنْ (أخيلْ)..
فلتشهدي يا قِمَمَ (الطَّويلْ).

1969م

([1]) الطويل، جبل عالٍ على مشارف (صنعاء) العاصمة.
([2]) عيبان: جبل جنوب غربي صنعاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى