[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

الرحلة الثانية لسليمان الحلبي ([1])

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - الرحلة الثانية لسليمان الحلبي ([1])

- 1 -
كانتِ الغيمةُ تبكي
فوقَ سُوْرِ القلعةِ المهدومِ
كانَ الوقتُ لَيْلْ
وجيادُ الفارسِ المهزومِ
عندَ البابِ تشكو ألفَ وَيْلْ،
سقطَتْ (حِطِّينُ)
في عَمّانَ آلافُ الحرائقْ
غرقَتْ (سيناءُ)،
وجهُ القدسِ دامٍ،
إخوتي فوقَ المشانقْ
جُثَّتي في (حَلَبَ) العمياءِ
في (الفُسْطاطِ) رأسي،
ودمي نهرُ الفراتْ،
وبلادي أمَةٌ مَنْزُوعةُ العينينِ في سوقِ الغُزاةْ.
لم تعدْ تُجْدي طبولُ الكلماتْ
غرقَ الحرفُ،
هوتْ رايتُهُ الخضراءُ في (الأغوارِ)
في المرتفعاتْ
لفظَ الرُّوحَ وماتْ
فدعوني مَرَّةً أخرى
إلى (الفُسْطاطِ) أرحلْ
ربما عادَ (كليبرْ)
يزرعُ النِّيلَ بسودِ الخطواتْ
وعلى الأهرامِ كالفرسانِ يعلو
كالبغايا يتكسَّرْ.

- 2 -
كانتِ الأصواتُ منْ حولي تنادي،
إنها أصواتُ (قنديلِ امِّ هاشمْ)
ونداءاتُ الحسينْ:
- إنَّ في عُنْقِكَ دَيْنْ
إنَّ في عُنْقِكَ دَيْنْ
- وعدوُّ الشعبِ قادمْ
وعدوُّ الشعبِ قادمْ.
- 3 -
جئتُ.. كانَ النِّيلُ يستبكي
وأحجارُ (الهَرَمْ)
وجهُ (شيراتونَ) دَمْ
فمسحْتُ البقعةَ السَّوداءَ..
أعلنْتُ البدايةْ
كتبَ الخنجرُ فصلاً في الرِّوايةْ
وشربْتُ الرَّشْفَةَ الأولى
منَ الكأسِ الكبيرةْ
باسْمِكم يا شهداءْ
باسْمِكم يا أبرياءْ..
ثمَّ صلَّيْتُ الظَّهيرةْ.
- 4 -
يا قضاتي..
تلكَ ثاني رحلةٍ فاتَّهِمُوني إنْ أردتُّمْ
حاكموني إنْ أردتُّمْ
اقتلوني إنْ قدرتُمْ
إنما نَفَّذْتُ حكمَ اللهِ في المدعو (كليبرْ)
أسمعتُمْ حينَ أهْويْتُ عليهِ نَصْلَ خنجرْ..
كيفَ صلَّيْتُ،
ذكرْتُ اللهَ،
قلتُ: اللهُ أكبرْ
اللهُ أكبرْ؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى