[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

رثاء بقعة ضوء

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - رثاء بقعة ضوء

كيفَ لي أنْ أناديكِ،
أنْ ألمسَ الكلماتِ،
وأبكيكِ يا بقعةَ الضوءِ
في جسدِ العُمْرْ؟
ينحني الصوتُ
تمتصُّهُ في الفضاءِ السَّحيقِ
رياحٌ رماديّةٌ،
وأحاديثُ موتى يصلُّونَ.
منذُ متى ويدي تتوكّأُ قلبي
وتبحثُ عنْ غبطةٍ
في زمانِ الرَّمادْ؟

الفصولُ ملوَّثةٌ
الوجوهُ ملوَّثةٌ
والعصافيرُ تبحثُ عنْ لحظةٍ للفرحْ.
وأتتْ بقعةُ الضوءِ
شاركَني في هواها النهارُ.
توقَّفَتِ الشمسُ تسألُ عنْ حالِنا
وتبادلُنا قُبلةَ الشوقِ
لكنّها انكسرَتْ - بقعةُ الضوءِ -
أسلمَني شجرُ الكلماتِ إلى الصمتِ
قبلَ اشتباكِ القصائدِ غابتْ..
هيَ الآنَ تَنْزِفُ،
والحزنُ معتصمٌ بالظلامْ.

ما الذي يجعلُ الشمسَ تبكي،
وتمضي مبكِّرَةً نحوَ نافذةِ اللَّيلِ
ها إنها تختفي..
كيفَ لي أنْ أحادثَ سيّدةَ الضوءِ
أنْ أتَّقي ساعةَ الضَّجَرِ المرِّ
أنْ أبدأَ الاتّجاهَ المعاكسَ للحزنِ
أنْ أستعينَ بلؤلؤةِ القلبِ؟
لا شيءَ..
مغسولةٌ بالترابِ العتيقِ طريقي،
ومغسولةٌ بالغيابْ.

منْ أنا،
احْتَرَقَتْ بقعةُ الضوءِ في لغتي
في حياتي..
كأني أوزِّعُ آخرَ وقتي
أوزِّعُ آخرَ صوتي
وأبحثُ عنْ لحظةٍ للتذكُّرِ،
تحملُ حزني على كِتْفِها
قيلَ لي: إنَّ حبَّكَ لا ينتهي
إنَّ صوتَ القصيدةِ لا ينتهي
إنّني الآنَ أشهدُ موتينِ:
موتي
وموتَ القصيدةْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى