[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

دموع على الدرب الأخضر

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - دموع على الدرب الأخضر

في جناز فقيد الكلمة
الشاعر لطفي جعفر أمان

وانتصرَ الشِّعْرُ
امتطَتْ خيولُهُ أجنحةَ الشمسِ
إلى السِّماءْ
منْ غيرِ أوزانٍ ولا بحورْ
تسلَّقَتْ أنغامُهُ وجهَ النجومِ،
اخْتَرَقَتْ حواجزَ الفضاءِ
حطَّمَتْ حوائطَ الظَّلْماءْ،
واستسلَمَتْ في دعةٍ للنورْ.
والشاعرُ الذي عاشَ على الأرضِ..
جناحُهُ مكسورْ
وصوتُهُ مأسورْ،
عيناهُ كانتا هناكْ
تفتِّشانِ الأفْقَ
تبحثانِ في الأفْلاكْ
عنْ عابرٍ مَلاكْ.
يشدُّ منْ غبارِ الطِّيْنْ
وجهَ المسافرِ الحزينْ..
ابْنِ النهارِ الأسودِ الباكي
حفيدِ الحزنِ والدُّجَى الرَّهينْ.

* * *
وانتصرَ الشاعرُ مَدَّتِ السَّماءُ كفَّها
رَقَّتْ على المسافرِ الجريحْ
أعطتْهُ شارةَ التَّصْريحْ،
فانتفضَتْ جراحُهُ
واعتصرَتْ بقيَّةَ الألَمْ
وانطلقَ الذَّبيحُ موجةٍ عاطرةٍ
منَ النَّغَمْ.

* * *
يا شاعراً فوقَ الدُّروبِ الخُضْرِ
أشعلَ الشُّمُوعْ
أهرقَ روحَهُ العَطُوفْ
وقلبَهُ الشَّغُوفْ
أغنيةً للحبِّ.. للجموعْ،
جئناكَ في بحرٍ منَ الأحزانِ
في موجٍ منَ الدُّمُوعْ
ونحنُ لا نبكيكَ
لكنّا إليكَ نبكي قسوةَ الظُّروفْ
ومحنةَ الحروفْ..
ملعونةً صفراءْ
ملعونةً حمراءْ
مكتوبةً بالماءِ فوقَ الماءْ.
أبناؤُها مغتربونَ في الضُّحَى عُراةْ
تنهشُهم كلابُ اللَّيلِ
والشتاتْ،
تسحقُهم أحذيةُ الطُّغاةْ..
كيفَ استطعْتَ أنْ تُفْلِتَ منْ شِباكِهم؟
كيفَ استطعْتَ أنْ تموتْ؟
ما أعظمَ الإنسانَ..
يستطيعُ أنْ يموتْ
يُسْلِمَ حزنَهُ العظيمَ للتّابوتْ
والجسدَ الهزيلَ للمنامْ
وَرُوحهُ الحزينَ للسَّلامْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى