[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

لغة الأصابع

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - لغة الأصابع

أوهمتْ شجرَ القلبِ،
أنّا حبيبانِ
أنَّ أصابعَها تتلمَّسُ صوتي على البعدِ،
تقرأُني في الخيالِ،
وتبحثُ في كلماتي
عنِ الوجعِ المترسِّبِ في الكَبِدِ - العينِ..
لكنّها أخلفَتْ وَعْدَ جُرْحي
وطارتْ.

بعدَ منتصفِ اللَّيلِ جاءتْ تداعبُني
وتحدِّثُني بأصابعِها عنْ هواها الدَّفينِ،
وعنّي.
تأمَّلْتُ لونَ أصابعِها
وقرأتُ شبابي القديمَ على ضوئِها.
ورأيتُ بقايا منَ القيظِ
تسكنُ خارطةَ الدَّمِ..
كانَ اشتهائيَ حُلْماً
وكانَ حديثُ الأصابعِ وَعْدا.

إنّهُ الحُلْمُ لا يكتمُ السِّرَّ
يستدرجُ الكلماتِ البعيدةَ
ينشرُها في عيونِ الأصابعِ
حتى الضُّلُوعِ،
ويرسلُها كالعصافيرِ
في مطلعِ المطرِ البِكْرِ،
يزجرُها.
يا لَوَرْدِ الشِّفاهِ التي أوهمَتْني
تَعَرَّتْ أمامي
ونامتْ على كَتِفي.
قلتُ للحُلْمِ:
يا سيّدي جسدي طَلَلٌ.
وأنا ضائعٌ بينَ نارَيْنِ..
نارِ دمي، والشِّفاهْ.

سيّداتي أصابعَها،
إنني غارقٌ في بحارٍ منَ الخوفِ
لا عشقَ لي
لا هوى..
ضيَّعَ الحزنُ صدرَ الشبابِ
وضيَّعْتُ بالخوفِ آخِرَهُ،
فافترقْنا..
اشتهائي وقلبي
وأسلَمْتُ للكلماتِ هوايَ الذَّبيحَ
وسِنّارةً لاصطيادِ الهمومْ.

شارعٌ واحدٌ ظلَّ يغمرُني بالضياءِ الملوَّنِ
يقرأُني
يغسلُ النارَ عنْ جبهتي
والرَّمادَ،
ويحملُني..
إنّهُ شارعُ الشعرِِ
هذا الجوادُ الجموحُ الذي يتسابقُ والرِّيحُ..
تسبقُهُ تارةً
ثمَّ يسبقُها تارةً،
لا استراحتْ حوافرُهُ
منْ صخورِ الزَّمانِ
ولم أسترحْ منْ زمانِ الصخورْ.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى