[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

عتاب

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - عتاب

لم أكن قد قدمت إليها شيئاً من قبلُ ومع ذلك

عاتبتها.. فلتغفر لي - إن شاءت - هذه الخطيئة

يائسٌ منكِ فايأسي منْ لقائي
ودعيني لغربتي وعنائي

فيكِ أخلصْتُ واحترقْتُ وعانَيْ
تُ وجاهدْتُ في سبيلِ اللِّقاءِ

يا بلادي وأنتِ لم تمنحيني
غيرَ أذْنٍ مثقوبةٍ، وتنائي

كلَّما شيَّعَ الزَّمانُ نهاراً
منْ حياتي في الغربةِ السَّوداءِ

وَدَّعتْهُ بلا صلاةٍ دموعي
وبكتْهُ، بلا أسىً، كبريائي

كيفَ أهرقْتُهُ على غيرِ أرضي
ولماذا دفنتُهُ في العَراءِ؟

كانَ أولى بأنْ يكونَ شُعاعاً
في بلادٍ لم تكتحلْ بالضِّياءِ

في ضميري زلازلٌ، في دمائي
ثورةٌ عالَمِيَّةُ الانتماءِ

غيرَ أني إلى بلادي مشوقٌ
كلُّ عينٍ تهفو إلى (صنعاءِ)

قِبْلَتي حائطٌ عتيقٌ وأطلا
لٌ، على ذلكَ الترابِ النّائي

وسراجي إذا تَغُورُ المصابِيْ
حُ، نجومٌ تغفو بتلكَ السَّماءِ

فلماذا لم تذكريني؟ أجيْبي
يا بلاداً تقيمُ في أحشائي

بُحَّ صوتي على الجبالِ، تكسَّرْ
تُ، على كلِّ ربوةٍ خرساءِ

أكلَ اللَّيلُ ضوءَ عينيكِ، أغفى
تحتَ جفنيكِ هيكلُ الظلماءِ

فلماذا لم تغضبي،لم تثوري؟
أيُّ قلبٍ لصخرةٍ صمّاءِ؟

لا دموعي تهزُّ ذَرَّةَ رملٍ
في موانيكِ، أو يهزُّ غنائي

أسفي أنْ أموتَ يوماً غربياً
ودمُ الشوقِ صارخٌ في دمائي.

الخرطوم 1961م

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى