[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]

أغنية للرَّماد

الشاعر الكبير عبدالعزيز المقالح - نشوان نيوز - أغنية للرَّماد

قبلَ أنْ ترفعَ الخنجرَ المتوغِّلَ
في الظَّهْرِ،
دعني أراكَ
فإنَّ دمي حينَ عانقَهُ،
شَمَّ في نَصْلِهِ مقطعاً منكَ،
أدركَ إيماءةً للعناقِ القديمِ
وأدركَ آثارَ رائحةٍ للصَّداقةْ.

يستوي مخلبُ الذِّئْبِ
والكَفُّ..
كَفُّ الصَّديقِ الذي حملتْهُ جفوني
وَرَوّاهُ دمعي
وكنتُ له الرِّيْشَ والأُفْقَ
كنتُ النَّجاةَ منَ الصمتِ
ناوشْتُ منْ أجْلِهِ الرِّيحَ
والنارَ
قاسمتُهُ الكلماتِ..
لماذا ترمَّدَ وجهيَ في وجهِهِ
واختفَيْنا
استوى الزَّهْرُ والشَّوْكُ،
والشعرُ والجُرْحُ؟
كيفَ استوتْ - آهِ - تُفّاحتي والحَجَرْ؟

منْ يقاسمُني نشوةَ اللهِ
يخرجُ منْ عَفَنِ الوقتِ
منْ خبزِ هذا الخرابِ
ويدخلُ في عَصْفِ هذا الرَّمادِ؟
ومنْ يرتدي شجراً منْ هباءٍ
ويقضمُ حنظلةَ الندمِ الأخويِّ
ويرحلُ عنْ عالَمٍ وَرَقيِّ الوجوهْ؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى